دفعت هواية جمع قطع الأخشاب المكسورة ذات الأشكال الغريبة، مهندس الغابات التركي، عصمت يوجل، أن يجعل منها تحفًا فنية، تمتزج فيها روعة الطبيعة وحرفية الإنسان في آن واحد.
فعلى مدى مزاولة عمله في مدن تركية مختفلة طوال (38 عامًا)، دأب المهندس التركي على هواية جمع قطع الأخشاب، حيث خزنها في منزله في بادئ الأمر، ثم بدأ على حفها وصقلها بمواد بسيطة، ليصنع منها أشكالاً فريدة وجذابة تشد الناظرين.
وفي حديثه مع “الأناضول”، قال “يوجل”، إنه منذ بدء مزاولته لهندسة الغابات عام 1978، وهو يجمع قطعًا خشبية غريبة الأشكال من الغابات بحكم عمله المتواصل بينها.
ويعمل “يوجل” على إزالة الطبقات المهترئة من القطع الخشبية وإصلاح بعض أقسامها، حتى تتحول إلى تحف فنية، يضعها على قاعدة ليتمكن من عرضها لاحقا في معارض خاصة.
ولفت أن القطع الخشبية التي جمعها تترواح أعمارها ما بين 50 و 500 عام، مشيرا أنه تمكن من إعداد 128 تحفة فنية.
وقال المهندس التركي: “جميع ما في الطبيعة سواء كانت حية أو جمادًا لها قيمة كبيرة، ومن أجل فهم المخلوقات الحية عليك أن تفهم المخلوقات غير الحية”.
وأشار إلى أهمية أن يكون لدى كل فرد هواية يمارسها، موضحًا أن الهواية أحد أهم الأمور التي تجعل الإنسان يتمسك روحًا وجسدًا في الحياة.
وأضاف قائلاً: “لا يوجد شيء في الطبيعة ليس له قيمة، وأكبر مثال على ذلك هذه القطع الخشبية. أنا أشعر بالسعادة حين أعمل عليها”.
وأردف: “أعظم فنان باعتقادي هي الطبيعة بعين ذاتها، حيث أنها تقدم لنا في بعض الأحيان أشياء مليئة بالأسرار والمفاجآت، وأنا أعتبر نفسي مجرد وسيط، فالطبيعة هي الفنان الحقيقي”.