أكّد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، أنّ التحقيقات الجارية بخصوص محاولة الانقلاب الفاشلة، التي جرت في بلاده منتصف يوليو/تموز الماضي، “تسير وفق مبادئ سيادة القانون، والالتزام ببنود اتفاقية حقوق الإنسان الأوروبية”.
جاء ذلك في كلمة أمام أعضاء الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية.
وفي كلمته، أوضح جاويش أوغلو أنّ تركيا اتخذت كافة التدابير اللازمة للحيلولة دون تكرار محاولات الانقلاب ضدّ حكوماتها الشرعية.
ووقال إن بلاده تسعى لتطهير كافة مؤسسات الدولة من عناصر “منظمة غولن” الإرهابية، الذين تغلغلوا فيها منذ سنوات طويلة.
وأشار إلى أن حالة الطوارئ المعلنة في عموم البلاد عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة تحظى بدعم أكثر من 80 بالمئة من الشعب التركي.
وأضاف أنّ الحكومة تستخدم الصلاحيات الدستورية الممنوحة لها بموجب حالة الطوارئ.
وأكّد جاويش أوغلو أنّ بلاده كثّفت تعاونها مع المجلس الأوروبي عقب محاولة الانقلاب الفاشلة.
وأشار إلى أنّ الأمين العام للمجلس الأوروبي، ثوربيورن ياغلاند، كان أول مسؤول أوروبي يزور أنقرة عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة.
جاويش أوغلو تطرق في كلمته، أيضا، إلى ظواهر الإسلاموفوبيا والعداء للأجانب والتمييز العنصري ومعاداة السامية.
وقال إن هذه الظواهر “تعاظمت” في العالم عامة، وفي أوروبا على وجه الخصوص.
واعتبر أنّ ذلك يتنافى مع القيم الإنسانية المشتركة.
وفيما يتعلق بمكافحة بلاده للمنظمات الإرهابية، أفاد جاويش أوغلو بأنّ تركيا تتابع كفاحها ضدّ هذه المنظمات منذ سنوات طويلة.
وقال إنّ البطولة، التي أظهرها الشعب التركي في مواجهة إرهابيي منظمة غولن، “تعد الأبرز في تاريخ هذا الكفاح”.
ودعا جاويش أوغلو المجتمع الدولي ودول القارة الأوروبية خاصة إلى عدم التفريق بين المنظمات الإرهابية، والامتناع عن التعامل معها على أساس الأفضل والأسوأ.
وأشار إلى أنّ التهديد الإرهابي الذي تواجهه تركيا “ليس أحادي الاتجاه”، وأنّ التخلص من هذا الخطر يستدعي توحيد الجهود الدولية.
وشدد على أن تنظيم “داعش” الإرهابي لا يمثّل الدّين الإسلامي، وأن عناصره لا يمكن أن يكونوا مسلمين.
واعتبر في هذا الصدد أنّ تحقيق الأمن العالمي يستوجب على الجميع التعاون وتحمّل المسؤولية في مكافحة التنظيمات الإرهابية.
كما تطرق جاويش أوغلو في خطابه إلى أزمة اللاجئين والهجرة غير القانونية.
وأوضح أنّ تركيا قامت بكامل واجباتها حيال هذه المسألة، وأنها تتصدر قائمة الدولة المستضيفة للاجئين باستقبالها قرابة 3 مليون لاجئ من دول مختلفة.
ولفت إلى أن بلاده تقدّم للاجئين على أراضيها كافة مستلزماتهم المعيشية والتعليمية والصحية.
وبالنسبة للأزمة القبرصية، أعرب جاويش أوغلو عن رغبة بلاده في التوصل إلى اتفاق نهائي لهذه الأزمة قبل نهاية العام الحالي.
وأعلن عن دعم أنقرة المطلق للمساعي التي يبذلها رئيسا شطري الجزيرة التركي والرومي للتوصل إلى اتفاق.
وعقب الانتهاء من خطابه أمام الجمعية البرلمانية، شارك جاويش أوغلو برفقة الأمين العام للمجلس الأوروبي ثوربيورن ياغلاند ورئيس الجمعية البرلمانية بيدرو أغرامونت في افتتاح معرض صور أقامته وكالة الأناضول داخل مبنى المجلس.
ويتضمن المعرض صورا جرى التقاطها ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة.
وخلال حفل الافتتاح، قال ياغلاند إنّ عضوية تركيا في المجلس الأوروبي لم تكن ستستمر لو أنّ محاولة الانقلاب تكللت بالنجاح.