مع اشتداد المأساة الإنسانية في مدينة حلب السورية التي تئن تحت وطأة قصف نظام بشار الأسد وحلفائه، وجهت جمعية الهلال الأحمر التركية قبلتها إلى تلك المدينة في محاولة لتخفيف معاناة سكانها.
تلك الخطوة التي تحدث عنها رئيس الجمعية “كرم قنيق”، للأناضول، معرباً عن أسفه لعدم قدرة الهلال الأحمر التركي في الوصول إلى تلك المنطقة بسبب استمرار القصف وعدم تأمين طرق لإيصال المساعدات.
ورغم ذلك، أكد “قنيق” على أن “الهلال الأحمر سيرفع من وتيرة مساعداته الإغاثية في سوريا مع بذلهم جهودًا كبيرة من أجل إيصال المساعدات إلى حلب بالتحديد”.
ومنذ إعلان النظام السوري انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام، تشنّ قواته ومقاتلات روسية، غارات جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وتعاني أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، حصاراً برياً من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من شهر، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية.
وفيما يتعلق بمساعدات الهلال الأحمر التركي في مدينة جرابلس بالريف الشمالي لمحافظة حلب، قال “قنيق” إن الجمعية “تعد طعاماً يكفي لـ 5 آلاف شخص يوميًا في المرحلة الأولى، حيث تم توظيف 15 شخصًا في هذا الخصوص، وتخصيص مطبخ جوال في المنطقة”.
وتقدم الجمعية 3 وجبات طعام في اليوم للمحتاجين في جرابلس إلى جانب مؤن وسلات غذائية وألعاب أطفال وطحين.
ومنذ انطلاق عملية “درع الفرات” لتحرير المدينة من تنظيم “داعش” في أغسطس/ آب الماضي، وزعت جمعية الهلال الأحمر التركية 100 ألف سلة غذائية ونحو 200 ألف وجبة طعام، ولحوم 450 أضحية، بحسب قنيق.
وأشار رئيس الجمعية إلى توزيع طن و762 كيلوغرامًا لحوم أضاحي العيد في جرابلس على 4 آلاف و881 ألف أسرة في المدينة.
وأردف “قنيق” قائلاً: “لدينا مطبخ جوال يقدم الطعام يوميًا، وسنعمل على زيادة أنشطتنا في جرابلس وتنويعها”.
ودعمًا لقوات “الجيش السوري الحر”، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب 2016، حملة عسكرية في جرابلس، تحت اسم “درع الفرات”، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة “داعش” الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.
ونجحت العملية خلال ساعات في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها. كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي “جرابلس” و”أعزاز” السوريتين، وبذلك لم يبقَ أي مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة “داعش”.
ووفق رئيس “الهلال الأحمر” التركي فإن منظمات إغاثية محلية وأجنبية تواصل التعاون مع الجمعية في إيصال مساعداتهم لمناطق مختلفة في سوريا.
وكشف أن 20 شاحنة و500 طن طحين و6 آلاف طرد غذائي و25 ألف قطعة ملابس، قاموا بتجهيزها في مخازن الهلال الأحمر، مستعدة للانطلاق إلى سوريا.
وأوضح أن الجمعية تخطط لإرسالها في وقت لاحق بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
ولفت “قنيق” إلى أنهم يرسلون مساعداتهم الإنسانية إلى الداخل السوري منذ عام 2012 تحت رقابة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، من خلال منافذ توزيع على الشريط الحدودي.
وبيّن أنهم يستخدمون 12 نقطة مختلفة على الحدود التركية- السورية في إيصال مساعداتهم الإغاثية إلى الداخل السوري.
ويقدم الهلال الأحمر التركي خدماته للسوريين في 26 مخيًما للاجئين في عشر ولايات تركية، بكادر يضم 189 شخصًا، وذلك بالتعاون مع إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، بحسب رئيس الجمعية.