الموصليون يرحبون بمشاركة القوات التركية في معركة التحرير

لاقت مشاركة القوات التركية في معركة تحرير الموصل من قبضة “دعش”، ترحيباً واسعاً من سكان المدينة، الواقعة شمالي العراق، حيث يرون أن مشاركة القوات التركية يبعد شبهة “الطائفية” عن المعركة، فضلاً عن أنها قوات عسكرية نظامية تتمتع بالانضباط، وليست ميليشيات تسعى للقتل والثأر.

وقال مدير منظمة “شباب الغد” (طوعية مستقلة تهتم بشؤون النازحين العراقيين مقرها أربيل)، بشار سامان إنه “نجح في الحصول وبشكل سري على آراء نحو 300 شخص بين العقد الثالث والرابع من العمر، داخل الموصل، بشأن مشاركة القوات التركية في عمليات التحرير المرتقبة”.

وأوضح “سامان” أن الإجابات في أغلبها جاءت مرحبة بهذه المشاركة، بل وطالبوا “بمشاركتها على نحو واسع في مسك الأرض (السيطرة) بعد الإنتهاء من مرحلة التحرير”.

وأشار إلى أن أهالي الموصل ينظرون الى القوات التركيه دوما أنها “نظامية ومنضبطة ولها قواعد عمل وأسس عسكرية لا يمكن ان تخرقها”، وليس كما تفعل الميليشيات التي ترغب في المشاركة بمعركة التحرير من أجل الانتقام لا أكثر”.

وأضاف سامان، أنه – وفق الآراء التي جمعها- يرفض سكان الموصل “بشكل قاطع مشاركة ميليشيا الحشد الشعبي (مسلحون شيعة موالون للحكومة) في المعركة ضد دعش”، ويطالبون بأن يتم تعويض هذه القوة بقوات نظامية مدربة ومجهزة عسكرياً على أعلى مستوى ولا مصلحة لها سوى القضاء على الإرهاب، وفي مقدمتها القوات التركية.

وأوضح سامان، أن “سكان الموصل ينظرون الى القوات التركية على أنها جزءً من التحالف الدولي وبالتالي لها شرعيتها، وهي قادرة على حماية المدنيين، والدفع بأوضاع المنطقة نحو الاستقرار لحين تمكن قوات الشرطة المحلية والحشد الوطني من التطور وحفظ الأمن”.

وتصر ميليشيات “الحشد الشعبي” على المشاركة في معركة الموصل، “رغم أن الكثير من القوى السياسية السنية الفاعلة ترفض هذه المشاركة ولا ترحب بها. كما أن نازحي الموصل، المتواجدون في مدينة أربيل، بالإقليم الكردي، شمالي العراق، أجمعوا على ضرورة مشاركة القوات التركية في معركة الموصل”، بحسب آراء أهالي الموصل.

وقال محمد الدريغي، في العقد الثالث، “يجب عدم إفساح المجال أمام هذه الميليشيات للمشاركة مهما كلف الأمر، لا سيما بعد التهديدات التي أطلقها قيس الخزعلي (زعيم ميليشيا حركة عصائب أهل الحق إحدى فصائل الحشد الشعبي)”.

و توعد الخزعلي بدخول الموصل، وأخذ ما أسماه “ثأر الحسين” من أهالي الموصل. وتعد عناصره من أخطر الميليشيات المسلحة في العراق وهي متهمة بارتكاب العديد من جرائم الخطف والتعذيب وقتل المدنيين العزل، والموظفين، والعاملين المحلين، والأجانب، وشخصيات رفيعة المستوى، بحسب تقارير صحفية وتقارير لمنظمات حقوق الإنسان.

كما ااتهِمت هذه الميليشيا بأعمال تخريبية، في جميع المناطق السنية، التي كانت خاضعة لتنظيم “دعش”، وتمكن من دخولها، وشاركت في العمليات العسكرية في الرمادي والصقلاوية (غرب)، وبيجي وتكريت (شمال) والمدائن (جنوب شرق بغداد) ومناطق حزام العاصمة بغداد.

وأعرب النازح خالد الجبوري، عن ثقته، وثقة جميع نازحي نينوى (شمال)، بأن مشاركة القوات التركية في معركة التحرير سوف تسهم بنحو كبير في إعادتهم الى مناطقهم، التي اضطروا للنزوح منها. و أشار أن هذه القوات “لا يمكن أن تلحق الأذى بالبنى التحتية أو تتعمد تدميرها، كما هو الحال لو دخلت فصائل مسلحة، لا تخضع لقانون عسكري أو نظام دستوري”.

بدوره رأى الخبير العسكري العراقي “عدنان نعمة ال سعدون”، أن مشاركة القوات التركية “الخيار الأمثل” لتضييع الفرصة على التنظيم من اللعب على وتر الطائفية، كون هذه القوات سنية، والقابعون تحت احتلال “دعش” هم سنة أيضاً. كما أشار إلى أن القوات التركية من “قوات النخبة في المنطقة ولها خبرة عسكرية في التعامل مع إرهاب حرب الشوارع، وهو الشيء الكبير، الذي لا يمكن التغاضي عنه أو الاستخفاف به، ولابد من الإستفادة منه قدر الإمكان”.

وحول التوتر بين بغداد وأنقرة أوضح نعمة، أن إيران تحاول حالياً الدفع نحو “تعميق الخلافات وتوسيع فجوتها” مستغلة نفوذها داخل الحكومة العراقية من أجل الحصول على على ذريعة لإدخال ميليشيات تابعة لها الى الموصل، وبالتالي يتحقق حلمها المتمثل بالسيطرة على الموصل والشام والشريط الحدودي الرابط بين البلدين.

وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن القوات التركية، هي جزء من التحالف الذي تقوده للحرب على التنظيم، ووجودها ومشاركتها في هذه الحرب سوف يكون محدد بقواعد التحالف حصراً.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن القوات، الموجودة شمالي العراق، لا تريد احتلال أو التوسع في المنطقة، وإنما إبعاد خطر الإرهاب عن تركيا أولا والمنطقة، وحماية السكان الأبرياء من خطر العصابات المسلحة التي لا تعرف سوى لغة الدم ثانيا وأخيراً.

وتتمركز القوات التركية، قرب جبل بعشيقة (18 كم شمال شرقي الموصل)، وهي قوة عسكرية فاعلة تستعد الآن للمشاركة في المعركة ضد التنظيم، كما أسهمت هذه القوة في تدريب وتطوير قوات الحشد الوطني التي يقودها محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي.

وسيطر تنظيم “دعش” على مدينة الموصل، في 10 يونيو/ حزيران العام 2014، عقب انسحاب خمس فرق عسكرية وتشكيلات أمنية عراقية أخرى، فيما يواصل التحالف الدولي، منذ ذلك الحين، سعيه لاستعادة المدينة من خلال عمليات جوية فقط. وبدأت الحكومة العراقية في مايو/أيار الماضي، الدفع بحشود عسكرية قرب الموصل، وتقول إنها ستستعيد المدينة قبل حلول نهاية العام الحالي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.