تستعد تركيا لافتتاح منشأة عسكرية للتدريب أقامتها في العاصمة الصومالية مقديشو، مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل.
وقال أبو بكر شاهين مدير شركة “إسطنبول- مقديشو” للبناء التي تشيد المنشأة العسكرية في حديث مع الأناضول، إن مشروع بناء المنشأة طرح لأول مرة عام 2014. وفازت شركته بمناقصة بناء المنشأة عام 2015، على مساحة 400 دونم (400 ألف متر مربع)، وتشرف وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) على متابعة سير البناء تقنيًا.
شاهين قال “إن 560 عاملاً بينهم 110 أتراك، و450 صوماليًا يعملون على بناء المنشأة، التي بلغت كلفتها 50 مليون دولارًا، وبقدرة تدريب 500 شخص في آن واحد.
وأوضح أن المنشأة تبنى على الطراز السلجوقي، وحظيت بإعجاب العسكريين الأجانب الذين زاروها. وأضاف أن أعمال البناء ستنتهي خلال 3 أشهر مع إمكانية إجراء التدريبات العسكرية فيها خلال يناير المقبل.
وأضاف أن التدريبات ستقتصر في بادئ الأمر على الجنود ومن ثم الضباط وضباط الصف. ونوّه شاهين إلى اموقع المنشأة الاستراتيجي التي تبعد عن مطار مقديشو كيلومتر واحد، وعن ميناء مقديشو، ومستشفى “رجب طيب أردوغان” 3 كيلو مترات فقط، بالإضافة إلى إمكانية الوصول إليها برًا وبحرًا وجوًا.
المنشأة العسكرية ستستقبل آلاف الجنود من الصومال ودول أفريقية أخرى لتدريبهم، وتضم في أقسامها 3 مدارس عسكرية، كما أورد شاهين.
ويتمتع الصومال بموقع استراتيجي هام في منطقة القرن الأفريقي، حيث يحده من الشمال خليج عدن، ومن الشرق المحيط الهندي. ويحظى بمكانة سياسية متميزة في السياسية التركية بأفريقيا، وشهدت تقدمًا كبيرًا عقب الزيارة التاريخية التي أجراها الرئيس أردوغان إليه عام 2011.
ويلقى الدعم التركي للصومال ترحيبًا كبيرًا من قبل الصوماليين حكومةً وشعبًا، حيث أنشأت مساجد ومستشفيات ومدارس، فضلاً عن افتتاح أنقرة أكبر سفاراتها بالعالم في الصومال. ومن المنتظر أن تغطي المنشأة العسكرية التركية الفراغ الأمني في البلاد.
الصومال الذي سيشهد خلال الفترة المقبلة انتخابات رئاسية وبرلمانية، يعيش منذ سنوات طويلة في صراع مع تنظيم حركة الشباب. ويشن التنظيم هجمات على مدن مختلفة بينها العاصمة مقديشو ومؤسسات الحكومة ورجال الأمن، ويسيطر على بعض القرى والبلدات شمالي البلاد.