يعتزم وزير العدل التركي بكير بوزداغ تقديم أدلة جديدة للسلطات الأمريكية من أجل إعادة “فتح الله غولن”، زعيم تنظيم “الكيان الموازي” الإرهابي إلى تركيا.
وبحسب مصادر في وزارة العدل، فإن بوزداغ سيتوجه غدًا الثلاثاء إلى الولايات المتحدة من أجل بحث مسألة إعادة غولن إلى تركيا، وسيلتقي نظيرته الأمريكية “لوريتا لينش” مساء الأربعاء.
وأشارت المصادر أن الوزير التركي سيقدم خلال لقائه لينش معلومات بخصوص أربعة ملفات أرسلتها تركيا سابقًا للولايات المتحدة من أجل إعادة غولن، وذكرت أن بوزداغ سينقل للجانب الأمريكي معلومات ووثائق جديدة في إطار التحقيقات المرتبطة بالملفات الأربعة.
ولفتت المصادر إلى أن بوزداغ سيطلع نظيرته الأمريكية على وثائق ومعلومات متعلقة بتزعم وقيادة غولن لمحاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو/ تموز الماضي في تركيا، إضافة إلى إنه سيطرح مجددًا طلب تركيا لاعتقال غولن بشكل مؤقت، الذي تقدمت به في 10 سبتمبر/ أيلول الفائت.
ومن المزمع أن يشير بوزداغ خلال اللقاء إلى الاتفاق بين البلدين بخصوص إعادة المجرمين، ويؤكد على ضرورة الاعتقال المؤقت للإرهابي غولن.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في 15 يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن”، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.