قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، اليوم السبت، إن بلاده تهتم بمسار علاقاتها الثنائية مع واشنطن أكثر من اهتمامها بمن يتولى الرئاسة الأمريكية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها قورتولموش – المتحدث باسم الحكومة التركية – خلال لقاء جمعه بعدد من ممثلي وسائل الإعلام الدولية المقيمين في مدينة إسطنبول.
وأشار قورتولموش إلى أن شركات الأبحاث واستطلاعات الرأي العام الأمريكي والعالمي لم تكن تتوقع فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية.
وأضاف: “هذا خيار الشعب الأمريكي، ونحن نهتم بمسار العلاقات التركية الأمريكية أكثر من الشخصية التي ستتولى منصب الرئاسة في الولايات المتحدة”.
وشدّد على أن أنقرة تأمل تحقيق نتائج إيجابية من شراكتها مع واشنطن في الملفين السوري والعراقي، وتسريع عملية تسليم “فتح الله غولن” المسؤول عن محاولة الانقلاب الفاشلة.
وأوضح أن بلاده تنتظر أيضًا من الإدارة الأمريكية “التخلي عن تعاونها مع منظمة (بي كا كا) الإرهابية وذراعها السوري (ب ي د)، والتحرك سوية مع حليفها الاستراتيجي تركيا”.
وأردف قائلًا: “إن هذا الأمر سيساهم في تحقيق السلام في المنطقة، وهو طريق سليم بالنسبة للمصالح الوطنية للولايات المتحدة الأمريكية، ويسمح بإرساء نهج يحل المشاكل المزمنة في المنطقة”.
وبيّن أنه لا يمكن لأي كان أن يفرض نظامًا ظالمًا على الشعب السوري، الذي فقد نحو 600 ألفًا من أفراده منذ اندلاع الأزمة قبل 5 أعوام.
وأعرب عن اعتقاده في أن ترامب سيتخذ خطوات إيجابية نحو إيجاد حل للأزمة في سوريا، وأن الروس سيتخلون عن موقفهم الداعم لنظام الأسد إلى حد كبير.
وتطرّق المسؤول التركي إلى عملية “درع الفرات” في شمال سوريا، مبينًا أن “العملية تسير وفقًا للخطة التي وضعتها تركيا، ونجحت في تطهير نحو 5 آلاف كيلومتر مربع من المنظمات الإرهابية لجعلها منطقة آمنة يقطنها السوريون النازحون”.
كما أشار إلى أهمية تطهير مدينة الموصل العراقية والرقة السورية من تنظيم “داعش”، و”الحيلولة دون سيطرة منظمات إرهابية أخرى عليها مثل الحشد الشعبي و(ب ي د) و(بي كا كا)، بعد تحريرها بالكامل”.
ودعمًا لقوات “الجيش السوري الحر”، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا).
وتهدف العملية التي سميّت بـ”درع الفرات” إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم “داعش” الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.
ونجحت العملية، خلال ساعات، في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين، وبذلك لم يبقَ أي مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة “داعش”.