قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن العمل جارٍ من أجل رفع الحصار على غزة، مضيفا أن هناك احتمال كبير لتحقيق ذلك.
وفي حوار مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي بثته مساء الاثنين، قال أردوغان ردا على سؤال حول تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، إن تركيا كانت لديها ثلاثة شروط من أجل التطبيع، تحقق اثنان منهما وهما اعتذار إسرائيل عن الهجوم على سفينة “مافي مرمرة”، ودفع تعويضات لأسر الضحايا.
وبخصوص الشرط الثالث المتمثل في رفع الحصار عن قطاع غزة، قال أردوغان إن “العمل جارٍ من أجل تحقيق هذا الشرط، وإن هناك احتمال كبير لرفع الحصار”،مضيفا أنه “يبدو حاليا كما لو أن الحصار قد رفع”.
واعتبر أردوغان أن العلاقات الحالية بين البلدين جيدة، وأعرب عن اعتقاده أنه تم الاقتراب كثيرا من تحقيق التطبيع.
ولدى سؤال عما إذا كان بإمكانه تقديم ضمانات بأن لا تقوم حركة حماس باستخدام السلاح ضد إسرائيل، رد أردوغان بسؤال المذيعة “إلانا دايان” هل يمكنكم أن تقولوا باسم إسرائيل إنه لن يتم استخدام السلاح ضد غزة وفلسطين؟ “.
واعترض أردوغان على توجيه الاتهام بشكل دائم لحماس في كل ما يحدث قائلا: “تُرى هل يقوم من يتهمون حماس وغزة بشكل دائم (إسرائيل) بتوجيه الاتهام لأنفسهم؟ ما نريده هو إنهاء هذه الحلقة المفرغة. إسرائيل تمتلك أسلحة بداية من السلاح التقليدي وحتى السلاح النووي، هل توجد في خصمها هذه الإمكانات؟ لا. في حال أجريتم مقارنات بين إسرائيل وحماس التي لاتمتلك تلك الإمكانات، سيضحك الجميع، لابد من الالتزام بدرجة عالية من العدل”.
وتدخلت المذيعة بالقول “أنتم تنسون أن حماس تشن بشكل مستمر هجمات على المدنيين”، ورد أردوغان بالإشارة إلى العدد الكبير من القتلى الذي يسقط في صفوف الفلسطينيين بسبب القصف الإسرائيلي، قائلا إن الحديث بهذا الشكل لن يفضي إلى حل، مؤكدا على ضرورة العمل من أجل التوصل الى تسوية تضمن سلام الشعوب.
وسألت المذيعة كيف يمكن لحماس أن تكون جزءا من الحل في الوقت الذي تعتبرها إسرائيل منظمة إرهابية، ورد أردوغان بالقول إنه لا يعتبر حماس منظمة إرهابية، وإنما حركة سياسية ظهرت نتيجة للمقاومة.
وأضاف أردوغان “حتى اليوم جلستم مع محمود عباس ومع منظمة فتح، هل حصلتم على نتيجة؟ لا لم تتمكنوا من الحصول على نتيجة. وهكذا في حال لم يتم إجراء انتخابات لابد أن تجلس كل من فتح وحماس على طاولة المفاوضات، وإلا لن يكون من الممكن الوصول إلى نتيجة”.
وتابع أردوغان “كانت لدي دائما علاقات مع حماس وألتقي معهم. أنا صريح فيما يتعلق بهذه النقطة لأنه ليست لدي أجندة سرية”.
وردا على سؤال حول ما إذا كان سيقوم بالتوسط مجددا بين الفلسطينيين وإسرائيل، قال أردوغان “في حال طُلب منا ذلك لماذا لا نتدخل؟ كل ما نفكر به هو أن يحل السلام في المنطقة، ولكن هل تقترب إسرائيل من حل الدولتين؟ لا، لماذا لا تفعل؟ إسرائيل ليست صاحبة الأرض، لا يمكنكم تجاهل هذا”.
وسألت المذيعة ما إذا كان عدم استمرار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ذنب الطرف الإسرائيلي وحده، فأجاب أردوغان “الوضع كذلك بالدرجة الأولى لأن إسرائيل لا تقبل، تقول سأتعامل فقط مع فتح، ولكن لايمكن تحقيق ذلك بالتعامل مع فتح فقط، ولم ينجح ذلك”. مضيفا في حال إجراء انتخابات سيتضح الطرف الفائز سواء حماس أو فتح، ويقوم هذا الطرف بالجلوس على طاولة المفاوضات.
ولدى سؤال المذيعة حول ما إذا كان يشعر بالندم لقيامه خلال القصف الإسرائيلي على غزة عام 2014، بتشبيه أفعال إسرائيل بما قام به هتلر، قال أردوغان إنه لا يمكن أن ينسى آلاف القتلى الذين سقطوا خلال القصف على غزة مضيفا “أنا لا أقر ما قام به هتلر، ولا أقر ما تقوم به إسرائيل. عندما يُقتل كل هذا العدد من البشر، لا يكون هناك مجال للمقارنة حول من هو الأكثر همجية”.
وعندما تساءلت المذيعة عما إذا كان مدركا للانزعاج الذي يشعر به اليهود من المقارنة بهتلر، تساءل أردوغان عما إذا كانوا هم مدركين لحجم ما يقومون به.
وحول الانتهاكات الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى، قال أردوغان: “للأسف نرى إن إسرائيل تسعى للاستيلاء على المسجد الأقصى، وهذا غير مقبول؛ علينا في بادئ الأمر حماية هذا المكان ولا يمكننا السعي للاستيلاء عليه، لأنكم تعلمون أن القدس مكان مقدّس بالنسبة لثلاثة أديان، لذا على الجميع احترام هذا”.
وأكد الرئيس التركي على ضرورة أن تكون حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جزء في حل المسائل العالقة بين فلسطين وإسرائيل. وقال إنه لم يرغب بالحديث حول الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية خلال مرحلة تطبيع العلاقات مع تل أبيب.
ودعا أردوغان إلى فض المشاكل العالقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأضاف: “إن لم نتجاوز هذه الأزمات فذلك سيكون مدعاة للأسف، لأن الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء لن يزول عنهم القلق”.
وفيما يتعلق بادعاءات القادة الإسرائيليين حول بذلهم جهودًا كبيرة من أجل عدم سقوط ضحايا في سفينة “مافي مرمرة”، قال أردوغان: “كل هذا كذب، لا يمكن تصديق هذا الكلام، لدينا جميع الوثائق حول مداهمة الضباط الإسرائيليين لسفينة مافي مرمرة في المياه الدولية. غير ممكن أبدًا حيث أن هناك 10 إخوة لنا استشهدوا على متن تلك السفينة، لقد قتلوهم دون رحمة”.
وعندما قاطعت المذيعة حديث أردوغان، وقالت: ألم تروا مشاهد الفيديو، ألم تشاهد العنف الممارس ضد الجنود الإسرائيليين، فردّ أردوغان قائلاً: “شاهدتها كلها، أبدًا أبدًا، انظروا أنتم أيضًا لا تنطقون الحقيقة، قولي الحقيقة، لدينا كل الدلائل والوثائق، وعمل الصحافة يجب ألا يردعك من قول الحقيقة، وإن كنت تظنين أنك ستحرجين طيب أردوغان، فإنك لن تفلحي في إحراجي، لأن جميع الوثائق بيدي”.
وحول ادعاءات ملاحقة السلطات التركية للصحفيين في البلاد، قال: “لم يحبس أي شخص للممارسته العمل الصحفي في البلاد، لأن تركيا دولة قانون. متسائلاً هل يملك الصحفي حرية مطلقة، أليس لديه حريات ضمن حيز معين؟
وتابع: “ستهين السياسي، ورئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، كيفما تشاء، وتستحقر أسرهم، وعندما يرفعون دعوى عليك ستنزعج من هذا الأمر، هل يمكن قبول ذلك؟ الصحفيون في جميع أرجاء العالم ليس لديهم حصانة من القضاء”.
وفيما يتعلق بمكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي، أوضح أردوغان أنه على الصحفيين توجيه السؤال للغرب أولاً بهذا الخصوص، وأضاف: “نحن من يكافح داعش في الوقت الحالي”.
ولفت إلى دعم الولايات المتحدة لقوات التحالف في قتال التنظيم، غير أنه استدرك مشددًا: “للأسف نرى أسلحة الغرب بحوزة داعش، ولا يقولون إننا ندعم هذا التنظيم”.
وأضاف: “كما نرى أسلحة ينزلونها بالطائرات، نصفها يذهب ليد تنظيم “ب ي د/ ي ب ك” – الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية – والنصف الآخر لداعش”.
وحول الاحتجاجات على فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، أفاد أردوغان أن المظاهرات التي تشهدها الولايات المتحدة ضد ترامب، “عدم احترام للديمقراطية”.
وأضاف: “أعتقد أن فوز ترامب فاجأ الأمريكيين ولم يفاجئني لأنني أؤمن بالنتائج التي تخرج من الصناديق”.
ومضى قائلاً: “دونالد ترامب خاض معركة الانتخابات بإمكانياته، ولم يكن له خلفية سياسية، وفي المقابل منافسته (هيلاري كيلنتون) كانت لها خلفية سياسية، وكانوا واثقين من فوزهم على ترامب”.
وقال: “جمعوا الأموال (فريق هيلاري) من أين جمعوها؟”، أهم منظمة دعمتهم هي منظمة فتح الله غولن الإرهابية التي نكافحها في تركيا، سيما وأن تلك المنظمة دعمتهم بشكل كبير”.
وحول تصريحات ترامب المتعلقة بعدم سماحه لدخول المسلمين للولايات المتحدة في حال فوزه، قال أردوغان: “جميع التصريحات التي يتم الحديث في الساحات السياسية تلقى جانبًا بعد الحملات الانتخابية، ونحن بدورنا سنبحث هذا الموضوع مع ترامب”.
وأردف: “اتصلت به في الليلة الأولى (عقب نتائج الانتخابات)، وتحدثنا عن العلاقات التركية الأمريكية، وتطابقت أفكارنا حول كثير من القضايا، وأنا لا أؤمن بأن ترامب سيبدي موقفًا معاديًا للمسلمين، سيما وأنه عدّل مسار تلك التصريحات عقب فوزه بالانتخابات”.