في الطرف الآسيوي من مدينة إسطنبول التركية، وتحديدا في منطقة “بلغلار باشي – أوسكودار”، توجد مكتبة “إسام” (isam)، وهي مكتبة تعود إلى عام 1948، وتضم 63 ألف و604 كتب باللغة العربية؛ مما يجعلها أضخم مكتبة تركية من حيث عدد الكتب العربية.
وإجمالا، تحتوى المكتبة على كتب بثماني لغات، ويشكل مجموع الكتب باللغة التركية العدد الأكبر، وهو نحو 133 ألف و861 كتابا، تليها كتب اللغة العربية، ثم اللغة الإنجليزية بنحو 33 ألف و175 كتابا.
وبعدها تأتي مجلدات ومخطوطات اللغة العثمانية بنحو 15 ألف و626 كتاب، واللغة الفرنسية 10 آلاف و564 كتابا، ثم اللغة الألمانية بنحو 8 آلاف و123 كتابا، بينما تعتبر كتب اللغة الفارسية الأقل عددا في هذه المكتبة، حيث يبلغ عددها 6 آلاف و24 كتابا.
في هذه المكتبة، التابعة لوقف الشؤون الدينية التركية، تتخصص الكتب العربية في علم الأديان والفقة والعقيدة الإسلامية والاقتصاد الإسلامي، إضافة إلى كتب التاريخ والأدب والتراث والعلوم الإجتماعية والطبيعية.
ويتألف مبنى مكتبة “إسام” من خمسة طوابق، وتحيط به حديقة، ويحوي مسجدا ومطعما، وتتوفر فيه العديد من الخدمات، مثل التصوير والوثائق والأرشيف وخدمة الإنترنت اللاسلكية، وسجلات المحاكم الشرعية. وبفضل ما تزخر به من مكتب متنوعة وخدمات كثيرة، يتردد على المكتبة عشرات الآلاف من الباحثين سنويا.
وقال مدير المكتبة، بيرول اولكار، لوكالة الأناضول، إن “عدد طلاب الدراسات العليا والباحثين الزائرين للمكتبة بلغ خلال العام الماضي نحو 181 ألف باحث، أي بمعدل أكثر من 15 ألف زائر شهريا.. ويبلغ عدد الأعضاء المشتركين في المكتبة 25 ألف و700 مشترك”.
وأوضح اولكار أن “مجموع الكتب باللغات الثمانية في المكتبة يبلغ 289 ألف و 35 كتابا.. وتفتح المكتبة أبوابها من الساعة التاسعة صباحا وحتى الحادية عشر ليلا أمام جميع طلاب الدراسات العليا والباحثين المتخصصين”.
وبإمكان طلاب الدراسات العليا في الماجستير والدكتوراة، إضافة إلى أعضاء هيئة التدريس في الجامعات، التقدم بطلب للحصول على عضوية مجانية في مكتبة “إسام”، بينما لا يسمح قانون المكتبة لطلاب مرحلة البكالوريوس أو المدارس بالإلتحاق بها.
أحد المترددين على المكتبة، يدعى رجب أوزبنار، وهو طالب ماجستير في علم الحديث بجامعة إسطنبول 29 مايو قال للأناضول: “نستفيد من المكتبة إلى حد كبير، بفضل التنوع الكبير في مجالات كتب المكتبة، وتحديدا كتب اللغة العربية، حيث تزخر بعشرات الآلاف من العناوين المختلفة، وأعتمد في أبحاثي إلى حد كبير على الكتب الشرعية باللغة العربية، وتحديدا الكتب المتخصصة في علم الحديث الشريف، وقلما نجد مكتبات في إسطنبول تحتوي على عدد كبير من الكتب باللغة العربية”.
ومنذ تأسيسها عام 1948، تهدف مكتبة “إسام” إلى” تقديم الدعم لطلاب الدراسات العليا المتخصصين في مجال الشريعة الإسلامية وكافة علومها، وإجراء الأبحاث الخاصة بالعلوم الإسلامية المتنوعة وأعمال الترجمة للكتب الإسلامية الضخمة، وتنظيم مؤتمرات إسلامية محلية ودولية، وغيرها من الأنشطة.
وأيضا تركز المكتبة على نشر الوعي المعتدل حول الثقافة والأخلاق الإسلامية، ودحض كل الإدعاءات الغربية المغلوطة، التي تدعي أن الإسلام يدعو إلى محاربة وقتل الآخر غير المسلم.
وتزخر تركيا بعدد كبير من المكتبات العامة، والتي تم إنشاؤها خلال العهد العثماني وفي عهد الجمهورية التركية الحديثة.