أيام معدودات متبقية لسكان إسطنبول وزوارها للقاء عدد من مشاهير تركيا والعالم، عبر مطالعة تماثيلهم الشمعية التي ستضيء الفرع الجديد لمتحف “مدام توسو” البريطاني الشهير في المدينة التركية.
وسيفتتح المتحف يوم 28 نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري، في مركز تسوق “غراند بيرا” في شارع الاستقلال بإسطنبول، الذي يعتبر قلب المدينة النابض بالحياة.
ولافتتاح فرع تركي للمتحف العالمي الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، ويعود تاريخه إلى 250 عاما، العديد من التفاصيل التي كشفها للأناضول المدير العام لمجموعة “مدام توسو” في إسطنبول، سربار حلمي سونار.
فالتحضير لافتتاح متحف إسطنبول كما قال “سونار” بدأ بإجراء استطلاعات للرأي في تركيا حول الشخصيات التي يرغب الأتراك في رؤيتها في المتحف، ومناقشة هذه الرغبات، ومن ثم تم تحضير قائمة بالأشخاص الذين سيتم تصميم تماثيل شمعية لهم لعرضها في المتحف.
وتبع ذلك التواصل مع من هم على قيد الحياة من هؤلاء الأشخاص، ومع ورثة أو أقرباء الشخصيات المتوفاة، للحصول على الموافقات اللازمة، حسب ما أوضح سونار.
وتمثلت الخطوة الأولى في إعداد التماثيل، وفقا لسونار، في التقاط صور للأشخاص الذين لا يزالون على قيد الحياة، توضح كافة تفاصيلهم مثل لون العين، وقياس الأصابع، وخطوط كف اليد، حيث تم التقاط حوالي 350 صورة لكل شخصية.
أما الشخصيات الراحلة فقد استفاد الفريق من أرشيف متحف “مدام توسو” في لندن، كما أجرى العديد من الأبحاث التاريخية، والتقى مع أقارب تلك الشخصيات.
وضرب سونار مثلا لذلك بالخطوات التي سبقت إعداد تمثال الشاعر جلال الدين الرومي، حيث وضع فريق العمل في الاعتبار الأوصاف الجسدية القليلة التي وردت له في بعض الكتب التاريخية.
ولكي يستوعب الفريق البيئة التي كان يعيش فيه الرومي، زار مدينة “قونيا” وسط الأناضول، التي عاش ومات فيها الرومي، والتقى أحفاده من الجيل الثاني والعشرين، وزار قبره، وحضر رقص الدراويش التي ابتدعها الرومى.
وقام بنحت التماثيل فريق مكون من نحاتين من عدة جنسيات بينهم أتراك، في أستوديو المجموعة في لندن، كما أشار سونار، حيث نحتت وجوه التماثيل من الشمع لإبراز تفاصيلها، في حين استخدمت الألياف الزجاجية لصناعة الجسد، ليكون أكثر صلابة، واستخدم شعر طبيعي للرأس والحواجب.
وصُنعت أولا نماذج أولية من الطين للتماثيل، عُرضت على أصحابها الذين لا يزالون على قيد الحياة أو على أقارب الشخصيات المتوفاة، وتم أخذ تعليقاتهم في عين الاعتبار.
واستغرق صنع بعض التماثيل 7 أشهر، وفقا لسونار.
وسيضم متحف “مدام توسو” في إسطنبول تماثيل 55 شخصية من أنحاء العالم، بينهم مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، وجلال الدين الرومي، والمغني التركي الشهير الراحل باريش مانجو، والسلطان سليمان القانوني، والسلطان محمد الفاتح، والمهندس المعماري التركي الشهير المعمار سنان.
إضافة إلى تماثيل لأول سيدة تركية تقود طائرة صبيحة غوكشان، وللممثلين التركي كيفانج تاتليتوغ، والأمريكيين أنجيلينا جولي وبراد بيت والراحلة مارلين مونرو، واللاعب الإنجليزي ديفيد بيكهام، والأرجنتيني ليونيل ميسي، والملاكم العالمي الراحل محمد علي كلاي.