يقول المصري(57 عاماً) جسم الإنسان يتحرر من الجاذبية الأرضية بنسبة معينة داخل الماء، ويكون بعيداً أيضاً عن الإشعاعات الكهرومغناطيسية الكونية، وعن الأمواج الكهرومغناطيسية، هو ما نعتمد عليه في طريقة الاستشفاء.
وفي حوار أجراه مراسل “الأناضول” معه من داخل المسبح الأولمبي لبلدية إسطنبول، أضاف المصري “من خلال تمرّسي في السباحة، وأفكاري بمحاولة التطوير في كافة المستويات، والاستفادة من العوامل الفيزيولوجية والفيزيائية من الماء، طورت فكرة الاستشفاء داخل الماء”.
وكشف أن فكرة الاستشفاء هذه “تستند إلى فكرة أساسية، وهي أن وزن الجسم يقل بمعدل الثلث داخل الماء، إضافة إلى أن كل مقاومة الجسم ووزنه تتحول وتتبدل من مركز الثقل داخل الجسم إلى وضع عام، نتيجة الابتعاد عن الجاذبية الأرضية”.
المصري الحاصل على درجة الماجستير من المعهد العالي للتربية الرياضية في القاهرة عام 1977، وخضع لدورات تعليمية لمدة عامين بألمانيا، وقدم أبحاثا في التدريب والعلاج الفيزيائي، واصل شرح فكرته مبينا “يكون الجسم داخل الماء حرا، وبمنأى عن مقاومة وتأثيرات وزن الجسم وكتلته في الجاذبية على اليابسة”.
ولفت إلى أنه “يستفيد من هذه العوامل، إضافة لضغط السوائل، حيث يكون الجسم داخل الماء محجوزا عن الإشعاعات الكهرومغناطسية الكونية، كما خلقه الله في رحم أمه، بمنأى عن تأثيرات الجاذبية، لتتم عملية النمو بشكل طبيعي، وبدون تأثير هذه العوامل الفيزيائية”.
وعن الحالات التي تعالجها طريقته بين أنها “ليست ما تتعلق بالعلاج الفيزيائي والإصابات العظمية كما هو قد يكون متعارف عليه فحسب، بل كافة الإصابات، فالقلب الذي يحتاج إلى 120 ملم ضغط زئبقي للدفع ضد الجاذبية، داخل الماء لا يحتاج لشيء من أجل توصيل الدم إلى كافة أعضاء الجسم”.
واعتبر أن “هذا العامل يسهّل في عملية الاستشفاء بدون أي جهد، والقلب لا يترتب عليه جهد كبير، على عكس اليابسة التي تحتاج لجهد مقاومة الجاذبية، ووزن الجسم يكون كأنه يدفع سيارة، بينما في الماء كأنك تدفع عربة إلى المنحدر بالنسبة للشدة والقوة والمقاومة”.
والعلاج الفيزيائي إحدى مهن الرعاية الصحية، تقدم خدمات للأفراد من أجل تطوير، والحفاظ على الحركة، وإعادتها إلى الحد الطبيعي، والقدرة الوظيفية في جميع مراحل الحياة، عندما تكون فيها الحركة مهددة بسبب الشيخوخة أو الإصابات أو الأمراض أو العوامل البيئية.
يداوم المصري بشكل دائم على معالجة الإصابات والحالات التي ترده في عيادة ومركز رياضي خاصين بإسطنبول، حيث يتوافد المرضى إليه بغرض الاستفادة من طريقته هذه أو التعرف عليها على الأقل.
المصري عرّف عن نفسه بأنه مدرب المنتخب السوري للسباحة لأكثر من 25 عاما، وبطل دولي سابق، خرّج أبطالا عالميين مثلوا سوريا على الصعيد الدولي، وحققوا “نتائج مشرّفة”.
وعن بداياته في السباحة قال “أحببت السباحة منذ صغري ومارستها، وانتسبت لنادي الاتحاد في مدينتي حلب(الأهلي سابقاً) ومن ثم بدأت التدريب، وأصبحت بطلاً لحلب، ومن ثم بطلا لسوريا، ومثّلت البلاد على الصعيد الدولي، وحققت عديداً من الإنجازات”.
ولفت إلى أنه شغل “عضوية الاتحاد العربي للسباحة، ورئيس اللجنة العليا للمدربين في سوريا، وعضو اللجنة الفنية الأسيوية للسباحة وغيرها”.
وعن مسيرته مع الأبطال الذين درّبهم، أفاد بالقول “درّبت شقيقيّ بسام وهشام المصري، وابني نعيم، والبطل أحمد الحسين، والعديد من الأبطال، الذين حققوا نتائج بارزة”.
وأردف مبيناً بعض تلك النتائج التي تحدث عنها “هشام المصري فاز في دورة ألعاب البحر المتوسط عام 1993، بسباق 1500 متر، بالميدالية الذهبية متفوقا على سباحي كثير من الدول المتقدمة في السباحة مثل فرنسا واليونان وإيطاليا، وحصد ذهبية أيضاً عام 1994 في البطولة الأسيوية بمدينة هيروشيما اليابانية بسباق 1500 متر”.
وتابع أن “أخيه بسام حقق المركز الأول في بطولة العالم للسباحة الطويلة بين كابري ونابولي (إيطاليا) في العام 1981، وعبر بحر المانش(بين فرنسا وبريطانيا)، وحصل على الذهبية بنفس العام، فيما فاز ابنه نعيم بالميدالية الذهبية في بطولة آسيا عام 2001 في الصين”.
وأكمل بقوله إنه في آخر دورة تدريبة له بسوريا في العام 2010، كان في المسبح الذي يستثمره نحو 3 آلاف طفل يتعلمون السباحة، قبل أن تبدأ الأحداث في بلاده، ويضطر لترك مدينته حلب واللجوء إلى تركيا.
وعن فرص التعاون مع اتحاد السباحة التركي، قال “اجتمعت مع ممثلين عن اتحاد السباحة التركية للتعاون والمساهمة في تطوير مستوى السباحة التركية، وخاصة في المسافات الطويلة والمتوسطة، لكوني قدمت إنجازات عالمية بهذا المجال”.
وأشار إلى أن “إنجازات السباحة التركية في هذا الإطار جيدة، ولكنها ليست بمستوى الطموح كبطولات دورات البحر الأبيض المتوسط أو الأولمبية العالمية، ونأمل أن تثمر اللقاءات والتعاون شيئا ملموست يساهم في رفع اسم تركيا عالياً”.
ولم يخف المصري أمنيته بأن تتاح له الفرصة للاستثمار في أحد المسابح بإسطنبول، من أجل تعليم الأطفال السوريين والأتراك السباحة.