أشاد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، بالجهود الدبلوماسية التي يبذلها الرئيس رجب طيب أردوغان، لوقف إطلاق النار وعمليات إجلاء الأحياء الشرقية لمدينة حلب السورية، وسط المأساة التي يعاني منها سكان المدينة منذ أسابيع.
وأوضح قالن، خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني مباشر اليوم الجمعة، أن تركيا تراقب عن كثب التطورات في مدينة حلب والتي يتحكم بها النظام السوري والميليشيات الداعمة له إلى حد كبير، بسبب انعدام تأثير المراقبين الدوليين والأمم المتحدة.
وأكّد أن “تركيا تتصرف بحذر ودقة متناهية، بسبب هشاشة الاتفاق في حلب”، مضيفًا أن “رئيس الجمهورية (أردوغان) أفسح المجال أمام وقف إطلاق النار، وعملية إجلاء تُريح الناس في هذا الوسط الجهنّمي، وذلك عبر تصريحاته أمام الرأي العام وجهوده الدبلوماسية”.
وبدأت أمس الخميس، عملية إجلاء مدنيين وجرحى، من مدينة حلب، بموجب اتفاق لإطلاق النار، تم التوصل إليه الثلاثاء الماضي بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة، بوساطة تركية.
وأشار المسؤول التركي، إلى أن الهدف الأول هو إجلاء المدنيين المحاصرين في الأحياء الشرقية لحلب، وأن إجمالي عدد الأشخاص الذين تم إجلائهم إلى مدينة إدلب حتى صباح اليوم (الجمعة) بلغ 7 آلاف و500 شخصًا، وسط تدابير مكثفة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية العاجلة.
وفيما يتعلق بمحاولات استهداف وقف إطلاق النار بحلب، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية “إن النظام السوري والميليشيات المدعومة من بعض الدول، يعمدون إلى تخريب وإفشال الاتفاق بسبب هواجسهم المتعلقة بالسيطرة على مساحة أكبر في المنطقة”.
ووصف قالن ممارسات النظام وداعميه بأنها “غير إنسانية وتعكس بعدًا جديدًا من الوحشية والهمجية والفظاعة”، مشددًا على “وجود أخلاق ومبادئ ينبغي رعايتها حتى في حالات الحروب والصراعات”.
وأشار إلى أن بلاده تنظر بإيجابية إلى مقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإجراء محادثات سلام بين الأطراف المتصارعة في سوريا، في العاصمة الكازاخية أستانا، استنادا إلى أرضية جديدة، مؤكدّا أهمية صدور الاقتراح من الجانب الروسي.
وفي وقت سابق اليوم، صرّح الرئيس بوتين، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، في العاصمة طوكيو، أنه اتفق مع الرئيس التركي، خلال اتصال هاتفي بينهما أمس الأول (الأربعاء)، على مقترح لاستمرار محادثات السلام بين الأطراف المتصارعة في سوريا، في العاصمة الكازاخية أستانا، استنادا إلى أرضية جديدة.
من جهة أخرى، حذّر قالن من خطر “الحروب الطائفية التي من شأنها أن تحدث كارثة كبيرة في المنطقة”، مشيرًا إلى “خطورة المؤامرة الكبيرة التي تهدف إلى إضعاف المنطقة بكافة عناصرها، ومنعها من استعادة قوتها بإمكاناتها الخاصة”.
تجدر الإشارة أن اتفاق وقف إطلاق النار في حلب، يأتي بعد حصار خانق وقصف مكثف للنظام السوري وحلفائه على الأحياء شرقي حلب، دام نحو 5 أشهر وأسفر عن مقتل وجرح المئات.
وما زال الجرحى يتوافدون من حلب إلى الحدود التركية، لتلقي العلاج في المستشفيات التركية.