شهدت عدة ولايات تركية شرقي وجنوب شرقي البلاد، اليوم الأحد، مظاهرات شعبية منددة بالهجمات الإرهابية التي تستهدف مدنيين وعسكريين في عدد من المناطق.
ففي قضاء جيزرة بولاية شرناق، جنوب شرقي البلاد، تجمّع مئات المواطنين في تظاهرة حملت اسم “قلب واحد وصوت واحد ضدّ الإرهاب”، ورفعوا الأعلام التركية، منددين بممارسات منظمة “بي كا كا” وبهجماتها الإرهابية التي لا تميّز بين مدني أو عسكري.
وشارك في التظاهرة مواطنون قدِموا إلى جيزرة من مركز ولاية شرناق وقضائي سيلوبي وإديل، وتقدّمهم ممثلو نقابة موظفي القطاع العام في الولاية، وممثلي عدد من المنظمات المدنية.
ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات “نفدي وطننا بأرواحنا”، و”لتكسر الأيدي التي تطال الشرطة والعسكر”، وأكّدوا في هتافاتهم على الأخوة بين الأتراك والأكراد.
وفي ولاية ماردين، جنوب شرقي البلاد، أدان متظاهرون تجمعوا في قضاء مديات، تتقدمهم منظمات مدنية عدة، الهجمات الإرهابية التي تنفذها عناصر منظمة “بي كا كا”.
وتجمع المواطنون أمام مقر بلدية مديات، ورفعوا الأعلام التركية، وهتفوا بالأخوة بين الأتراك والأكراد.
وفي كلمة له أمام الحشود قال مصطفى يامان، والي ماردين، إنّ “قضاء مديات أصبح رمزاً للتآخي والوحدة، وإنّ مكافحة المنظمات الإرهابية ستستمر إلى أن يتم القضاء عليهم جميعاً”.
بدوره، ندد شهموز ناصر أوغلو، رئيس بلدية مديات، بالعمليات الإرهابية التي تستهدف أمن وسلامة تركيا، مؤكّداً أنّ “المنظمات الإرهابية لن تتمكن من تحقيق أهدافها وزعزعة الاستقرار في تركيا”.
ونظّم مئات الأتراك في مدينة ديار بكر، كبرى مدن جنوب شرقي البلاد، اليوم، مسيرة منددة بالاعتداءات التي تشنها منظمة “بي كا كا” الإرهابية.
وتقدم المسيرة، ممثلون عن نقابات موظفي القطاع العام، وجمعيات حراس القرى، وعائلات الشهداء، حاملين الأعلام التركية، ولافتاتٍ تندد باعتداءات المنظمة، التي كان آخرها الذي وقع أمس، في ولاية قيصري (وسط)، وأسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
وفي كلمة له قبل انطلاق المسيرة التي رفعت شعار “احترامًا للشهداء والوحدة الوطنية”، قال يونس ماميش، مسؤول نقابة موظفي القطاع العام في ولاية ديار بكر، إن “الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها تركيا تستهدف الشعب في المقام الأول”.
وأكد ماميش، على أن شعب بلاده الذي تصدى لدبابات الانقلابيين في 15 تموز/ يوليو الماضي، “سوف يُظهر نفس الموقف ضد الإرهاب والإرهابيين، وأن هذا الشعب يملك التزامًا تجاه بلده وإرادة وطنية ثابتة”.
أيضاً، شهد قضاء “يوكسك أوفا” بولاية هكاري، أقصى جنوب شرقي تركيا، تجمعًا شارك فيه نحو 3 آلاف شخص، للتنديد بمنظمة “بي كا كا”.
ورفع المشاركون لافتات كتب عليها من قبيل “روحي فداء الوطن”، و”تحيا الأخوة التركية الكردية”، و”تسقط منظمة بي كا كا”، وساروا بها من شوارع القضاء الرئيسية باتجاه قائمقامية القضاء.
ورغم البرد القارس في ولايتي وان وهكاري، جنوب شرقي البلاد، إلّا أنّ مئات المواطنين تجمعوا في الساحات والميادين، وأدانوا الممارسات الإرهابية لمنظمة “بي كا كا” ورفعوا الأعلام التركية وهتفوا بالوحدة والتآخي.
كما شهدت ولايتي أرضروم وقارس (شرقي البلاد) وولاية شانلي أورفة (جنوبيها) مظاهرات مماثلة تندد بالإرهاب وتدعو للوحدة الوطنية والتآخي بين كافة أطياف المجتمع في تركيا.
وانفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري، أمس، بجانب حافلة تقل عسكريين ومدنيين أتراك قرب جامعة “أرجياس” في قيصري؛ ما أسفر عن استشهاد 14 جنديًا، وإصابة أكثر من 50 بجروح متفاوتة الخطورة، بحسب إحصائية رسمية.
ومساء أمس، قال نائب رئيس الوزراء، نعمان قورتولموش إن جميع المؤشرات تظهر تورط منظمة “بي كا كا” في الاعتداء.
الهجوم يعتبر الثاني خلال أقل من أسبوع، بعد هجوم مزدوج بسيارة مفخخة وتفجير انتحاري، في 10 ديسمبر/كانون أول الجاري، استهدف ملعب “أرينا فودافون” بمنطقة بشيكطاش في مدينة إسطنبول، عقب انتهاء مباراة لكرة القدم؛ ما أسفر عن استشهاد 44 شخصًا بينهم 37 شرطيًا.