تدشن تركيا، غدًا الثلاثاء مشروع نفق السيارات “أوراسيا” الذي يربط الشطرين الأوروبي والآسيوي لمدينة إسطنبول، بحضور الرئيس، رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم وعدد كبير من الوزراء والمسؤولين الأجانب.
ومن المنتظر أن تعبر خلال النفق يوميًا أكثر من 100 ألف سيارة، على أن يختصر مدة العبور بين شطري المدينة من 100 إلى 15 دقيقة، فضلًا عن أنه سيحدّ من أثر التلوث البيئي، واستهلاك الوقود، وكلها أمور ستساعد في إيجاد حل جذري لمشكلة المواصلات في إسطنبول العريقة؟
ويمتد النفق لمسافة 14.6 كم؛ 5.4 كم منها تحت قاع مضيق البوسفور، إضافة إلى جزء في الطرف الأوروبي من إسطنبول ممتد من منطقة قازلي جيشمه، وآخر في الجانب الآسيوي بمنطقة “غوز تبه” بذات المدينة، والقسم الممتد تحت البحر مكون من طابقين.
والنفق مزود بآلية مقاومة للزلازل، وموجات المد العالي “تسونامي”، هذه الآلية تسهل عملية تمدد وتقلص البنية الاسمنتية، أو انحنائها لدى وقوع الزلازل، بحيث لا يشكل خطرًا على حركة المرور بداخله.
ويتمتع النفق الذي يعتبر من أبزر المشاريع الهندسية في العالم، بنظام مطوّر من أجل حركة مرور آمنة ومتواصلة على مدار 24 ساعة.
ويتميز النفق بتقنيات إضاءة متطورة، ونظام تهوية ذو قدرة عالية، إضافة إلى معدات إطفاء حرائق يمكن الوصول إليها بسهولة داخله، وتغطية جدرانه بمادة مقاومة للنار، فضلًا عن أنظمة إخلاء للطوارئ.
كما يضم النفق نظام كاميرات مراقبة على مدار الساعة، وآخر لكشف الحوادث، وأنظمة اتصالات وإنذار.
وستحدد السرعة القصوى داخل النفق بـ 77 كم في الساعة.
وكانت المديرية العامة لاستثمارات البنى التحتية التابعة لوزارة المواصلات والاتصالات والنقل البحري، طرحت في 12 يونيو/ حزيران 2007، مناقصة نفق أوراسيا، المؤلف من طابقين ومخصص لعبور السيارات.
تجدر الإشارة إلى أن مجلة “إنجنيرنج نيوز ريكورد” الأمريكية (Engineering News Record) اختارت مشروع نفق أوراسيا كـ”أفضل مشروع نفق في جميع أنحاء العالم” لعام 2016، وفقًا لبيان صادر عن شركة “نفق أوراسيا للبناء والاستثمار”، في أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
وفي تصريحات سابقة، ذكر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن تكلفة المشروع بلغت مليار و250 مليون دولار أمريكي، مشيراً أن النفق سيوفر مبلغ 160 مليون ليرة تركية (53 مليون دولار تقريبا) سنويا من الوقود، فضلاً عن توفير الوقت.