نفت تركيا، الإثنين 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016، إبرام أي “صفقة” سرية مع روسيا حول مستقبل سوريا قبيل اجتماع وزاري مهم يشمل إيران، رغم تحسن التعاون الذي أفضى إلى اتفاق حول عمليات إجلاء من حلب.
وتدهورت العلاقات بين تركيا وروسيا إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة العام الماضي، عندما قامت مقاتلة تركية بإسقاط طائرة حربية روسية فوق سوريا.
لكن في وقت سابق هذا العام، تم التوقيع على اتفاق مصالحة بينهما، ورغم أنهما على طرفَي نقيض في النزاع السوري، حيث تدعم أنقرة فصائل المعارضة الساعية لإسقاط حليف موسكو الرئيس بشار الأسد، فإن العلاقات بينهما تحسنت بشكل ملحوظ.
وأدى ذلك إلى تفسيرات بأن تركيا وافقت على أن تساعد روسيا الرئيس بشار الأسد على استعادة حلب كاملة، فيما تعهدت موسكو بعدم التدخل في العملية العسكرية التركية بشمال سوريا.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية التركية: “لا نرى الأمر بهذا الشكل”، وأضاف: “المسألة ليست كما وكأننا نقوم بصفقة ما. لا نرى أي علاقة”.
وفي عملية عسكرية بدأتها في أغسطس/آب الماضي، تشن القوات التركية وفصائل مسلحة موالية لها هجوماً على بلدة الباب السورية، حيث تلاقي مقاومة شديدة من الجهاديين.
وقال المسؤول التركي: “الناس يتطلعون إلى رؤية مزيد من النتائج”، مضيفاً: “الأمر صعب، لكنه مستمر”.
وتأتي تصريحاته عشية اجتماع بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيريْه الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف، يعقد الثلاثاء في موسكو، حول سوريا.
وقال المسؤول التركي إن “الروس اقترحوا أن تجتمع تركيا وروسيا وإيران لأيجاد حل، بخصوص حلب بشكل أوليٍّ، يمكن توسيعه ليشمل الأنحاء الأخرى من سوريا”، معرباً عن أمله أن تعطي المحادثات “دفعاً” لجهود حل النزاع.
وقال: “إن الاجتماع ليس معجزةً”، مضيفاً: “سيكون بمثابة فرصة جيدة لفهم ما يحصل”.
وشدد المسؤول على أن أنقرة مصممة على موقفها في وجوب رحيل الأسد لكي يمكن التوصل إلى حل في سوريا.
وقال: “لا يمكن بأي شكل أن يكون لدينا أي اتصال بالنظام السوري”، نافياً أي محادثات سرية مع ممثلين عن الأسد.
وأضاف: “إن شخصاً مسؤولاً عن مقتل 600 ألف شخص لا يمكن أن يكون الشريك في حل. اتفقنا مع الروس على عدم التوافق حول هذه المسألة”.
يأتي ذلك فيما يجري وزراء الخارجية والدفاع في روسيا وإيران وتركيا محادثات بشأن مستقبل سوريا ومدينة حلب في موسكو غداً الثلاثاء.
وقال مسؤول من وزارة الخارجية التركية لوسائل إعلام دولية الاثنين “سيهدف (الاجتماع) إلى فهم آراء الأطراف الثلاثة وتوضيح أين نقف جميعاً ومناقشة إلى أين نذهب.
وقال “ليس بالاجتماع المعجزة لكنه سيمنح كل الأطراف فرصة للاستماع إلى بعضها البعض.”