قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه متوافق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حول أهمية عدم تأثير الهجوم المسلح الذي استهدف السفير الروسي لدى أنقرة أندريه كارلوف وأدى لمقتله، على التعاون الثنائي الذي شهد زخمًا لا سيما في الملف السوري.
جاء ذلك في كلمة له اليوم الثلاثاء، خلال مراسم افتتاح مشروع نفق السيارات “أوراسيا” الذي يربط الشطرين الأوروبي والآسيوي لمدينة إسطنبول تحت قاع مضيق البوسفور.
وجدد أردوغان التعبير عن حزنه لمقتل سفير روسيا، واصفًا الهجوم بالدنيء.
وشدد أن قوات الأمن التركية والقضاء تواصل العمل “للتحقيق في الحادث والوقوف على جميع جوانبه، وكشف الحقيقة”.
كما أشار أردوغان إلى أن الجانبين الروسي والتركي بدءا بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة.
وحول مشروع نفق السيارات “أوراسيا” الذي يربط الشطرين الأوروبي والآسيوي لمدينة إسطنبول تحت قاع مضيق البوسفور، والذي جرى افتتاحه اليوم، أعرب أردوغان عن تمنياته أن يجلب هذا المشروع كل الخبر لمدينة إسطنبول وسكانها، وللقارتين الأوروبية والآسيوية.
وتابع القول: “الخطوة التالية ستكون تنفيذ مشروع قناة إسطنبول، وربط البحر الأسود ببحر مرمرة. محققين بذلك مشاريع هي الأولى من نوعها حول العالم، لأن تركيا والشعب التركي جديران بمثل هذه المشاريع، والمشاركة في السباق الحضاري الذي يشهده العالم”.
ومن المنتظر أن يعبر النفق يوميًا أكثر من 100 ألف سيارة، على أن يختصر مدة العبور بين شطري المدينة من 100 إلى 15 دقيقة، فضلًا عن أنه سيحدّ من تأثير التلوث البيئي، واستهلاك الوقود، وكلها أمور ستساعد في إيجاد حل جذري لمشكلة المواصلات في إسطنبول.
ويمتد النفق لمسافة 14.6 كم؛ 5.4 كم منها تحت قاع مضيق البوسفور، إضافة إلى جزء في الطرف الأوروبي من إسطنبول ممتد من منطقة قازلي جيشمه، وآخر في الجانب الآسيوي بمنطقة “غوز تبه” بذات المدينة، والقسم الممتد تحت البحر مكون من طابقين.
والنفق مزود بآلية مقاومة للزلازل، وموجات المد العالي “تسونامي”، وهذه الآلية تسهل عملية تمدد وتقلص البنية الاسمنتية، أو انحنائها لدى وقوع الزلازل، بحيث لا يشكل خطرًا على حركة المرور بداخله.
ويتمتع النفق الذي يعتبر من أبزر المشاريع الهندسية في العالم، بنظام مطوّر من أجل حركة مرور آمنة ومتواصلة على مدار 24 ساعة.
ويتميز بتقنيات إضاءة متطورة، ونظام تهوية ذو قدرة عالية، إضافة إلى معدات إطفاء حرائق يمكن الوصول إليها بسهولة داخله، وتغطية جدرانه بمادة مقاومة للنار، فضلًا عن أنظمة إخلاء للطوارئ.
كما يضم نظام كاميرات مراقبة على مدار الساعة، وآخر لكشف الحوادث، وأنظمة اتصالات وإنذار.
وستحدد السرعة القصوى داخل النفق بـ 77 كم في الساعة.
تجدر الإشارة إلى أن مجلة “إنجنيرنج نيوز ريكورد” الأمريكية (Engineering News Record) اختارت مشروع نفق أوراسيا كـ”أفضل مشروع نفق في جميع أنحاء العالم” لعام 2016، وفقًا لبيان صادر عن شركة “نفق أوراسيا للبناء والاستثمار”، في أكتوبر/ تشرين أول الماضي.