اتهم نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، منظمة ” فتح الله غولن” بالتورط في قتل السفير الروسي لدى أنقرة أندريه كارلوف.
جاء ذلك في حوار مع صحيفة “عكاظ” السعودية نشرته في عددها الصادر اليوم الخميس. أكد فيه أن تركيا سوف تستمر في مساعيها في البحث والتحري إلى آخر نقطة في عملية اغتيال السفير الروسي، وليس من قام بالعملية فقط، بل الذين وراءهم، ومن قام بالإيعاز لهم لتنفيذ هذه العملية.
ووصف قورتولموش اغتيال كارلوف بالهجوم “الدنئ كان الهدف من ورائه التأثير السلبي على العلاقة بين روسيا وتركيا”.
وقال إنه “منذ عام 2015 وحتى الآن، هناك العديد من الجماعات الإرهابية أعلنت الحرب على تركيا، وأحد هذه التنظيمات حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) وداعش الإرهابي وجماعة فتح الله غولن”.
وبين أن ” هذه التنظيمات تقوم بين الفينة والأخرى بالتعامل سوية للهجوم ضد تركيا”.
وتابع: “قبل فترة أُسقطت طائرة روسية، وقد فهمنا بعد ذلك أن من تسبب في إسقاطها هم قيادات في الجيش تنتمي إلى جماعة فتح الله غولن، ومن قام بعملية اغتيال كارلوف له ارتباطات أيضا بالجماعة نفسها”.
وأكد أن “هذه الحادثة لن تخرب العلاقة بين روسيا وتركيا، والتعاون الوثيق بين البلدين”.
ومساء الإثنين الماضي، تعرض كارلوف، إلى هجوم مسلح أثناء إلقائه كلمة في معرض للصور، تمّ تنظيمه بالتعاون بين السفارة الروسية وبلدية جانقيا في العاصمة أنقرة، ما أدى لمقتله.
ولاقت عملية الاغتيال، إدانات واسعة من كل من أنقرة، وموسكو، ودول عربية وغربية كثيرة.
و كشف قورتولموش أنه رغم “تحسين علاقات تركيا مع روسيا” إلا أن هناك “نقاط اختلاف معها” في الملف السوري.
وعن الأوضاع الإنسانية في حلب ، قال :”للأسف الشديد الإنسانية والمجتمع الدولي قد سقط في الوضع السوري، والذين يموتون في حلب ليس الحلبيون فقط، وإنما الإنسانية تموت هناك أيضا”.
وأشار إلى أنه “ومنذ العام الثاني للثورة السورية دخلت القوى العظمى على الخط وباتت تتصارع داخل سوريا عن طريق وكلائها، هناك مجموعات يتم تسليحها وهناك جماعات تتم مساندتها، ولا يقل عن 600 ألف مواطن سوري بريء قتل في هذا البلد”.
وأردف “لذلك لابد لنا إيقاف هذه الحرب ولا يمكننا إجبار السوريين بحل رغما عنهم. نحن نقف بجانب رغبة الشعب السوري، وإن شاء الله سنصل مع روسيا والدول المعنية إلى حلول مناسبة”.
وفي رده على ما إذا كان بقاء بشار ضمن الحل في تصور بلاده ، قال :”ليس لنا رأي في استمرارية بشار في مستقبل سوريا أم لا، الشعب هو من يقرر عما إن كان يرى أن يبقى الأسد في المستقبل أم لا، هذه هي المشكلة. هذا النظام الذي ارتكب الكم الهائل من الفضائع لا يمكن أن يقبل به”.
وعن المساعي الدبلوماسية لتقريب وجهات النظر بين أنقرة والقاهرة، قال نائب رئيس الوزراء التركي :”نحن كنا بجانب الديموقراطية واختيارات الشعب المصري في دولته وحكومته. وأعترف أننا بعيدون عن الحكومة المصرية، أما الشعب هناك فهو شقيق الشعب التركي”.
ومضى بقوله: “نحن لدينا شروط أساسية؛ تكمن في عودة ما قامت به الحكومة من خطوات عقب أحداث 30 يونيو 2013، وخصوصا فيما يتعلق بأحكام الإعدام الصادرة بحق السياسيين”.
واستطرد “يجب إعادة النظر أيضا في القرارات التي اُتخذت بحق السياسيين في تلك الفترة، أتمنى أن تعود مصر إلى عهدها السابق، وإذا عادت فإن تركيا سترجع علاقتها معها”.