أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أن حادثة اغتيال السفير الروسي في انقرة أندريه كارلوف لن تشكل عائقا أمام تطوير العلاقات التركية الروسية.
وأوضح بوتين في مؤتمر صحفي بموسكو، أنه في حادثة اسقاط الطائرة خلال نوفمبر/ تشرين ثان العام الماضي، كان يشكك من مزاعم إسقاط الطائرة الروسية، من قبل أشخاص يسعون لإلحاق الضرر بالعلاقات بين البلدين.
وأضاف “لكني بدأت بتغيير رأيي بعد مقتل سفيرنا من قبل شرطي”، مشيرا إلى أن التغلغل في سلكي القضاء والأمن موضوع يحمل طابعا عميقا.
ووصف بوتين حادثة مقتل السفير الروسي بأنها محاولة اغتيال للعلاقات الروسية التركية.
وأضاف “لا أريد توجيه الاتهامات لأي أحد، لكن هذا الأمر (حادثة اغتيال السفير) لن يشكل عائقا أمام تطوير علاقاتنا مع تركيا”.
وأشار بوتين إلى أنه على دراية بمغزى وأهمية العلاقات التركية الروسية، وأنه سيواصل العمل على تطويرها.
وحول عملية إجلاء المدنيين من الأحياء المحاصرة في مدينة حلب شمالي سوريا، أكد بوتين أنه لولا تركيا وإيران ولولا المشاركة الفعالة لبلاده لما أثمرت العملية عن نتائج.
ولفت إلى أن الصيغة الثلاثية (تركيا روسيا وإيران) لعبت دورا مهما جدا في حل مسألة حلب.
وأضاف “تم إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من حلب، ويعتبر هذا أكبر نشاط إنساني دولي في العالم المعاصر”.
وتابع “يجب أن تكون الخطوة التالية لحلب، إعلان وقف اطلاق نار يشمل كل سوريا، وفي أعقابه اطلاق المفاوضات من أجل حل سياسي (في البلاد)، ويمكن أن تجرى المفاوضات في العاصمة الكازاخية أستانة”.
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صرح الأربعاء الماضي، أن جميع المؤشرات تدل على انتماء قاتل السفير الروسي، لمنظمة فتح الله غولن الإرهابية.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” تغلغلوا منذ أعوام طويلة داخل أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، وهو ما تجلّى من خلال محاولة الانقلاب الفاشلة.
ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.
ومساء الإثنين الماضي، تعرض كارلوف، إلى هجوم مسلح أثناء إلقائه كلمة في معرض للصور، تمّ تنظيمه بالتعاون بين السفارة الروسية وبلدية جانقيا في العاصمة التركية أنقرة، أدى لمقتله.
ولاقت عملية الاغتيال، إدانات واسعة من كل من أنقرة، وموسكو، ودول عربية وغربية كثيرة.