قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن “فراغ السلطة خلال الأعوام الأخيرة في العراق وسوريا شكّل أرضية لتسويق المنظمات الإرهابية وتحقيق بعض الدول طموحاتها في المنطقة عبر تلك المنظمات”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها يلدريم خلال اجتماعه مع سيدات الأعمال، اليوم السبت، في مكتب رئاسة الوزراء بقصر دولمه بهجه بمدينة إسطنبول.
وقال يلدريم: “إن فراغ السلطة في العراق وسوريا وخاصة خلال فترة 5 – 6 الأعوام الأخيرة شكّل أرضية جيدة لتسويق المنظمات الإرهابية وتحقيق بعض الدول طموحاتها في المنطقة عبر ممارسات تلك المنظمات”.
وأضاف: “هذا الأمر يلحق الضرر بنا، كونه يعود علينا بالإرهاب الذي طالما عانينا منه على مدى نحو 40 عامًا، كما أن حالة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة أدت إلى إعادة إحياء مشكلة الإرهاب هذه مجددًا”.
وأوضح يلدريم أن حكومته “تعمل حاليًا على اتخاذ كافة التدابير التي من شأنها تعزيز البنية التحتية التقنية والاستخباراتية في المجال الأمني من أجل التعامل مع المنظمات الإرهابية التي تستهدف تركيا وشعبها دون تمييز”.
وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أن قوات بلاده كبّدت منظمة “بي كا كا” الإرهابية خسائر فاحة خلال الفترة الأخيرة، وأن دعمًا كبيرًا وصل مسلحي المنظمة الإرهابية على إثر ذلك عبر الحدود الجنوبية لتركيا.
وتابع: “للأسف بدأت المجموعات الإرهابية هناك مثل (ب ي د) و(داعش) ترسل الأسلحة إلى (بي كا كا) لتعمل الأخيرة على استخدامها في الهجمات الإرهابية داخل البلاد، الأمر الذي شكّل صعوبة في حربنا ضد الإرهاب”.
ولفت يلدريم إلى أن إرهابيي “بي كا كا” حصلوا على أسلحة متطورة جدًا من المنظمات الإرهابية الأخرى، إلا أن القوات التركية تمكنت مؤخرًا من السيطرة عليها وجمعها لتبقى المنظمة الإرهابية ضعيفة في الأرياف إلى حد كبير.
وفيما يتعلق بعمليات الإجلاء من الأحياء الشرقية لمدينة حلب السورية، قال يلدريم: “العالم تابع الوضع في حلب بعجز كبير ودون اكتراث، ولم يفعل أي شيء، لكن تركيا دخلت طوق النار هناك وأنقذت 45 ألف إنسان من الموت”.
وأضاف رئيس الوزراء التركي: “الجميع، من أمريكا إلى أوروبا يشيد بعملنا (في المساهمة بإخراج المحاصرين من أحياء حلب الشرقية)، دعكم من الإشادة وتحملوا معنا بعض العبء”.
وأعلنت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، انتهاء عمليات إجلاء المدنيين من الأحياء المحاصرة شرقي مدينة حلب السورية.
وبلغ عدد الخارجين من حلب منذ بدء عمليات الإجلاء، نحو 45 ألف شخص، بينهم مدنيون ومقاتلون من قوات المعارضة.