يفرض الطقس شديد البرودة، في ولايات شرقي تركيا، التي تغطيها الثلوج 7 أشهر في السنة، تحديات كثيرة في العديد من مجالات الحياة.
ومن بين تلك التحديات الأعطال الكهربائية والصعوبات الكبيرة التي يواجهها فنيو الكهرباء لإصلاحها، ما قد يدفعهم لاستخدام الخيول للوصول إلى مكان الأعطال.
فقبل أيام تعرض خط الكهرباء الرئيس، الذي يوصل التيار إلى مدينة أرضروم، شرقي تركيا، لعطل في أحد أجزائه، وتطلب الوصول إلى مكان العطل الذي يبعد 15 كيلومتراً عن مركز المدينة، رحلة استغرقت 3 ساعات، في مناطق يصل ارتفاع الثلوج فيها إلى متر كامل.
وقال الفني بشركة “أراس إداش” للكهرباء في أرضروم، إربي أقشاي، للأناضول، إنه وزملاءه اضطروا إلى استخدام عربة مزنجرة مخصصة للسير في الثلوج، وفشلت العربة في التحرك أمام الثلوج الكثيفة، ما دفعهم لاستكمال الطريق على ظهور الخيول.
ومع زيادة ارتفاع الثلوج اضطروا إلى استكمال الرحلة سيراً على الأقدام، لمسافة 4 كيلومترات.
وعند وصولهم، تسلق الفنيون عامود الكهرباء المعطوب المغطى بالثلوج، ومن ثم أصلحوا العطل في ظروف بالغة الصعوبة، وفق “أقشاي”.
بدوره، قال مدير الشركة فكرت أقباش، إن العاملين بالشركة يجتهدون ليل نهار لضمان وصول الكهرباء إلى جميع السكان، حتى لا يتأثرون سلبا في أجواء الشتاء شديدة البرودة.
وأوضح أقباش أن معظم أعطال الكهرباء في الشتاء تنجم عن تراكم الثلوج على أعمدة وأسلاك الكهرباء، وتكمن الصعوبة في الوصول إلى القرى، التي أغلقت الثلوج الطرق المؤدية إليها.
ويستعين فنيو الشركة بالزلاجات، ودراجات الثلوج، والعربات المزنجرة، والخيول للوصول إلى تلك القرى.
ويشير أقباش إلى أنه من الصعب جدا مجرد البقاء واقفاً في الطقس شديد البرودة والرياح، إلا أنه يتوجب على فنيي الكهرباء تسلق أعمدة، يصل ارتفاعها ما بين 15 و20 متراً، في هذا الجو، ومن ثم إصلاح العطل وهم معلقون على هذا الارتفاع.
ويلفت أقباش إلى صعوبة أخرى تواجههم، وهي عدم إمكانية إجراء الصيانة الدورية للكهرباء سوى خلال 4 أشهر في العام فقط، التي تتحسن فيها الأحوال الجوية، في حين أنه يمكن إجراء تلك الصيانة طوال شهور العام في الأجزاء الغربية من تركيا.