أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن تركيا لن تسمح بتحول سنجار شمالي العراق إلى جبال قنديل أخرى (معقل رئيسي لمنظمة بي كا كا الإرهابية على الحدود العراقية الإيرانية)، مشيرا إلى ان المنظمة المذكورة تعمل على تثبيت موطئ قدم لها في سنجار.
وقال قالن في تصريحات لقناة 24 TV التلفزيونية التركية اليوم الخميس، إن بي كا كا تحاول استغلال محاربة داعش والتذرع بحماية الإزيديين للحصول على موطئ قدم لها في سنجار، مشددا أنه على السلطات العراقية عدم السماح بحدوث ذلك.
وأشار قالن إلى أن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم سيجري زيارة للعراق يومي السبت والأحد المقبلين، تشمل بغداد وأربيل، يناقش خلالها العديد من المواضيع منها العلاقات الثنائية بين البلدين، ووضع معسكر بعشيقة، ومكافحة الإرهاب ومنظمة بي كا كا، وما بعد عملية الموصل، وإعادة إعمارها، وتلعفر وسنجار وغيرها من الأماكن.
وتعليقا على تصريح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أول أمس الثلاثاء، أن حكومته “ترفض استخدام الأراضي العراقية لشن اعتداءات ضد تركيا ودول الجوار”، قال قالن إنه تصريح مهم إلا أن تركيا تنتظر من بغداد وإربيل اتخاذ إجراءات أكثر وضوحا ودقة، وتؤدي إلى نتائج.
وردا على سؤال حول إمكانية أن تقوم تركيا بتحرك عسكري في العراق بالتنسيق مع المسؤولين العراقيين قال قالن “الأوضاع في سوريا والعراق مختلفة. ففي العراق وعلى الرغم من كل المشاكل فهناك حكومة مركزية ومنطقة فيدرالية، ونحن على تواصل وثيق معهما. وسنواصل متابعة الوضع الأمني هناك بدقة بناء على نتيجة المشاورات مع المسؤولين العراقيين. كما أن غاراتنا الجوية ضد بي كا كا في جبال قنديل وجوارها مستمرة”.
وحول الادعاءات بأن الولايات المتحدة عرضت تقديم الدعم لتركيا في الباب شمالي سوريا مقابل تعهد تركيا بعدم المساس بتنظيم “ب ي د” الإرهابي، قال قالن إن عملية درع الفرات بدأت بإمكانيات محلية بشكل كامل وتم تزويد حلفاء تركيا والتحالف الدولي بمعلومات عنها ، وأشار قالن أن مكافحة داعش من أهم الموضوعات على الأجندة الدولية، وبالتالي يحق لتركيا طلب الدعم من حلفائها في الباب وفي عملية درع الفرات.
وأضاف قالن أن الدعم المقدم لتركيا تضاءل خلال الأسابيع الماضية، وأبلغت تركيا المسؤولين الأمريكيين بذلك.
وقال قالن إن الولايات المتحدة لا ترغب في أن تدخل تركيا أكثر من 20 كيلومترا داخل سوريا، حتى لا تخرب مخططات بناء حزام لتنظيم “ب ي د” بين عفرين ومنبج، مؤكدا أن تركيا لن تسمح أبدا بإنشاء مثل هذا الحزام.
وردا على سؤال حول ما إذا كان سيتم إعادة النظر في وضع قاعدة “إنجرليك” قال قالن إنه ما من أمر عاجل يستدعي فعل ذلك حاليا، ولكن فعله في أي وقت هو من الحقوق السيادية لتركيا.
وفيما يتعلق بالمفاوضات حول الأزمة السورية التي من المزمع إجراؤها في العاصمة الكازاخية أستانة خلال الشهر الجاري في حال التزمت الأطراف المتحاربة في سوريا باتفاق وقف إطلاق النار، قال قالن إن من سيشارك فيها هي المجموعات التي لها وجود على الساحة وتمثل الشعب السوري وتمثل المعارضة السورية، مؤكدا أن المجموعات الإرهابية لن تجلس على طاولة المفاوضات، وبالتالي لن تشارك “ب ي د” ولا جبهة النصرة ولا داعش في عملية التفاوض.
وأضاف قالن أن روسيا تتفق مع تركيا بهذا الخصوص.