قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، إن الذين لا يملكون شجاعة الخروج لمجابهة بلاده علناً يسعون لإخضاعها عبر المنظمات الإرهابية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح عدة مشاريع تنموية في ولاية شانلي أورفا جنوب شرقي البلاد.
وأضاف أردوغان “لم يعد باستطاعة أحد إنكار حقيقة أن أحدهم يرعى ويسلح ويقوي ويوجه منظمة بي كا كا الانفصالية، وتنظيم داعش، ومنظمة فتح الله غولن ومنظمات إرهابية أخرى، ويطلقها على تركيا”.
وأشار إلى أن المنظمات الإرهابية المذكورة تتناوب فيما بينها في استهداف بلاده.
وأكد أن الشعب التركي الذي صد محاولة الانقلاب منتصف يوليو/ تموز الماضي، لن ينحني أمام منظمات إرهابية أو إرهابيين لا قيمة لهم.
وشدد أردوغان أن “الذين أراقوا دماء وحرقوا قلوب كل هذا العدد من الأبرياء، لن تبقى أفعالهم دون رد”.
وحول الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة إزمير يوم أمس، لفت أردوغان إلى أن الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزة الإرهابيين، تظهر أنهم أتوا لارتكاب مجزرة كبيرة في المدينة.
وفيما يتعلق بعملية “درع الفرات” شمالي سوريا، قال إن “كل شهيد يرتقي منا يدفع الإرهابيون ثمنا باهظا مقابله”، مشيرا إلى دخول جيش بلاده إلى مدينتي جرابلس والراعي بريف حلب ومحاصرة مدينة الباب.
وأكد أردوغان أن منظمة “بي كا كا” وامتدادها السوري “ب ي د” سيدفعان ثمن إرهابهما في تركيا أينما كانا، وأن الذين يقضّون مضاجع مواطنينا سيدفعون ثمن ذلك.
وأردف: “النية الحقيقية للذين يقصفون سوريا بشكل يومي تحت ذريعة محاربة داعش، ظهر بسرعة للعيان بعد دخول تركيا إلى الميدان لاكتساح هذا التنظيم”.
وتابع: “الذين كانوا يقولون لنا لماذا لا تحاربون هذا التنظيم، يقفون الآن أمامنا ويقولوا لا تذهبوا بعيدا، ابقوا عند مسافة 20 كلم، لا يوجد شيء من هذا القبيل، سنواصل في طريقنا حتى اتمام هذه المهمة”.
ولفت الرئيس التركي في هذا الصدد، إلى عدم وجود نية لبلاده بالبقاء في تلك الأراضي “لأنها ملك لأخوتنا العرب والأكراد، وليبقى في تلك الأراضي أصحابها لكن دون وجود الإرهابيين عليها”.
وفي الشأن العراقي، نوه بوجود مؤامرة مماثلة تحاك في هذا البلد، ومحاولات لدفعه إلى نزاع مذهبي. مشيراً إلى وجود نزعة قومية فارسية ينبغي أن لا تكون في العراق.
وقال إن بلاده حين بدأت بمكافحة “داعش” في العراق، حدثت محاولات لإخرجها من الميدان بالإشارة إلى الحقوق السيادية لهذا البلد.
وأضاف “من أجل الإيقاع بتركيا ووضعها في موقف حرج، بدأوا معركة الموصل ثم خففوا من حدتها، وأجّلوا عملية تحرير الرقة (بسوريا). لماذا أجلتموها؟، داعش هناك، لماذا لا تحاربونه؟”.
واستطرد: “كانت الخطة تقضي بتنفيذ جميع هذه العمليات معا. لكنهم وجدوا أن تركيا اقتربت من تحقيق النتائج فغيروا خططهم”.
ومضى بقوله: “قضي الأمر بالنسبة لنا، ولن نتوقف حتى تطهير الباب ومنبج والمناطق الأخرى من المنظمات الإرهابية، وسنقوم بكل ما نستطيع من أجل إعادة تحقيق الأمن والاستقرار لأخوتنا السوريين والعراقيين”.
مختتما “الدول التي نقول عنهم حلفائنا، إذا ساندونا خلال هذه المرحلة، سنفهم أنهم أصدقائنا، وإذا لم يدعمونا سنواصل في طريقنا بإمكانياتنا الذاتية”.