تركيا تشيع الشرطي “البطل”.. هكذا ضحى بنفسه وانقذ البلاد من هجوم جديد
أشادت تركيا، الجمعة 6 يناير/كانون الثاني 2017، برجل الشرطة الذي حال دون وقوع مجزرة في مدينة إزمير (غرب تركيا) وودعته وداع الأبطال
هكذا أنقذ البلاد
وبعد 4 أيام من ذلك الهجوم، وتحديداً الخميس، فجّر مسلحون سيارة مفخخة أمام مدخل محكمة في مدينة إزمير واشتبكوا مع الشرطة.
وحاول المسلحون الذين وصلوا إلى محكمة ازمير في حوالي الساعة 16:10 أمس الخميس تفجير السيارة في مدخل القضاة وأعضاء النيابة العامة، وحين شك بهم شرطي السير فتحي سكين طلب منهم أن ينظر في السيارة، فنزلوا من السيارة مسرعين وبدأوا في الهرب، وقام أحد الإرهابيين بتفجير السيارة التي كانت محملة بالقنابل من على بعد، وفقاً لما نشرته صحيفة ييني شفق التركية.
وفي الوقت الذي اندلعت فيه النيران بالسيارات الموجودة في الشارع، قام الشرطي فتحي سكين بملاحقة الإرهابيين، واشتبك معهم حتى نفذت رصاصاته، حاول بعدها الانسحاب من المواجهة، لكنه سقط برصاص المسلحين.
وقُتل في الهجوم رجل شرطة وموظف بالمحكمة، إضافة إلى اثنين من المهاجمين، بينما فر مهاجم ثالث. وأصيب في الهجوم 9 أشخاص، إلا أن حالتهم ليست خطرة.
وحملت الحكومة التركية حزب العمال الكردستاني مسؤولية الهجوم .
وأشاد مسؤولون أتراك، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بن علي يلدريم، ببطولة الشرطي فتحي سيكي الذي قُتل في إزمير؛ لتمكنه من منع سقوط عدد أكبر من الضحايا عندما أوقف السيارة المفخخة وطارد المسلحين.
وقال بن علي في وقت متأخر من الخميس، إن الشرطي “حال دون وقوع كارثة عندما ضحى بحياته ليقوم بعمل بطولي عظيم ويتمكن من قتل هؤلاء الذين يرتكبون هذه المؤامرات الجبانة”.
“مواصلة الحياة العادية”
قال وزير العدل بيكر بوزداغ الذي شارك في المراسم، إنه تم اعتقال 18 شخصاً لعلاقتهم بالتفجير، وتم تحديد هوية “الإرهابيين” الذين قال إنهم خططوا لإشاعة الفوضى في المحكمة.
وصادرت الشرطة رشاشَي كلاشنيكوف و7 صواريخ و8 قنابل يدوية، ما يشير إلى أن المسلحين كانوا يخططون لتنفيذ هجوم أكثر دموية.
وشارك الآلاف في التصفيق، في مشاهد مؤثرة، عند إخراج نعش سيكي من محكمة إزمير قبل تأبينه، في بادرة نادرة بجنازة في ساحة كوناك الشهيرة بإزمير.
وسينقل جثمانه بعد ذلك إلى بلدته إيلازيغ (شرق البلاد) لمواراته الثرى.
وتصنف إنقرة وواشنطن وبروكسل حزب العمال الكردستاني على أنه منظمة إرهابية. ويشن الحزب تمرداً مسلحاً ضد الحكومة التركية منذ 1984.
وتعتبر مدينة إزمير، التي نادراً ما تشهد أعمال عنف، ثالث كبرى المدن التركية؛ وهي بوابة لمجموعة من المنتجعات الشاطئية الفخمة على بحر إيجة، وتقع على مسافة بعيدة غرباً من مسرح عمليات الحزب بجنوب شرقي تركيا.
ودعا يلدريم الأتراك إلى مواصلة حياتهم كالمعتاد رغم البداية الدامية للعام الجديد، بقوله: “يجب ألا يغير مواطنونا سير حياتهم الطبيعية؛ لأنهم إذا فعلوا ذلك فإنهم سيخدمون أهداف الجماعة الإرهابية”.
وأضاف: “إنهم يريدون وقف حياة الناس وزرع الخوف وتدمير قيم البلاد”.
وتأتي الهجمات الأخيرة فيما شهدت تركيا عاماً دموياً في 2016، وقعت خلاله العديد من التفجيرات التي أدت إلى مقتل المئات وأُلقيت مسؤوليتها على المسلحين الأكراد وتنظيم “الدولة الإسلامية”.