في مسرحية “غربة”، من تأليف الكاتب السوري محمد الماغوط، كان لأهالي الضيعة يوم محدد في السنة يحتفلون فيه بعيد الكذب.
والكذب والسياسة أمران لا انفصال لهما. ولعل أصدق مقولة في هذا السياق، ما قاله وزير البروباغندا النازي، غوبلز: “اكذب، اكذب حتى تصدق نفسك”.
في فرنسا، ابتدع المحلل السياسي الفرنسي توماس غينولي، عام 2015، فكرة تكريم “أكذب سياسي” في البلاد، لعل السياسيين “يستحون” قليلاً ويتوقفوا عن الكذب.
وفي نسختها الثالثة للعام الحالي، قررت لجنة تتألف من غينولي و8 صحفيين تقديم جائزة “أكذب سياسي” لليميني المتطرف روبرت مينارد، رئيس بلدية مدينة بيزييه (جنوبي فرنسا) بسبب الأكاذيب التي اختلقها حيال ملف اللاجئين والهجرة. إذ ما فتئ يصرح، كلما سنحت له الفرصة أن 75% من المهاجرين إلى فرنسا عرب وأتراك، وأن اللغة العربية ستحل محل اللغة الفرنسية في المدارس. وسبق لرئيس البلدية، المدعوم من قبل “الجبهة الوطنية” الفرنسية اليمينية المتطرفة، أن علّق لافتات في أرجاء المدينة كتب عليها “ها هم قادمون”، معربًا عن رفضه لإقامة لاجئين في المدينة. كما سبق له القيام بزيارة لرئيس النظام السوري بدعوى الوقوف إلى جانب الأقلية المسيحية.
ومؤخرًا رفضت محكمة، طلبًا لمينارد يتعلق بإجراء استفتاء لاستقبال لاجئين في مدينة بيزييه.
أما زوجته، فهي من أكبر مشجعي وداعمي موقع “شارع فولتير” (Boulevard Voltaire)، واحد من مواقع الدعاية لليمين المتطرف والمقرب من كل الأنظمة العربية الاستبدادية.
وحلّ رئيس الوزراء الفرنسي السابق مانويل فالس، في المرتبة الثانية كـ”أكذب سياسي” في البلاد، حسب اللجنة، في حين ذهبت جائزة اللجنة الخاصة للرئيس السابق للبلاد نيكولا ساركوزي عن كامل فترته الرئاسية.
المصدر : ديلي صباح