جاويش أوغلو في المكسيك لبحث اتفاقية للتجارة الحرة ومشاريع تنموية وخدماتية

اتفقت المكسيك وتركيا، يوم أمس الجمعة على تسريع مفاوضاتهما الرامية إلى توقيع اتفاقية للتجارة الحرة، وذلك خلال زيارة قام بها وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إلى المكسيك، شهدت عدة مشاريع وخطط لزيادة التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين.

وأشار وزير الخارجية التركي ونظيره المكسيكي لويس فيديغاراي إلى أن حكومتيهما سبق وخاضتا مناقشات عدة لديهما وستجتمعان مجددا خلال الأسابيع المقبلة.

وقال فيديغاراي للصحافيين “لقد اتفقنا على تسريع الجهود للتوصل إلى اتفاق”. وأضاف أن “اليوم أكثر من أي وقت مضى، المكسيك مفتوحة على العالم. المكسيك تريد بناء وتعزيز صلاتها التجارية وكذلك في مجال الاستثمارات مع كل الدول الصديقة، بمعزل عن المسافة الجغرافية”.

واقترح جاويش أوغلو تعزيز مجموعة “ميكتا”، وهي مبادرة تعاون سياسية وتجارية تشكلت في العام 2013 وتضم المكسيك وأندونيسيا وكوريا الجنوبية وتركيا وأستراليا. وقال: “سنبذل معا المزيد من الجهود لجعل هذه المبادرة، المنتدى، أكثر أهمية من الناحية السياسية، وأكثر فعالية وأكثر وضوحا”.

وأضاف جاويش أوغلو أن الخطوط الجوية التركية ترغب في إطلاق رحلات مباشرة إلى العاصمة المكسيكية، مكسيكو سيتي.

كما قام جاويش أوغلو بافتتاح مكتب لوكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، في العاصمة المكسيكية، مكسيكو. وأكد على أن الخدمات التي تقدمها تركيا ستتسع بشكل أكبر من خلال مكتبها هناك والذي يعد بابًا لجميع دول أمريكا اللاتينية. وأوضح الوزير التركي، أن “تيكا” تولّت أدوارًا مهمة في الدبلوماسية الإنسانية لتركيا، معتبراً أن مكتب الوكالة، سيعزز علاقات الصداقة والتعاون التركية المكسيكية. كما لفت إلى أن الوكالة التركية، تقدم مساعداتها في 150 بلد عبر 56 مكتب لها حول العالم. وتأسست “تيكا” التابعة لمجلس الوزراء التركي، عام 1992، وتعد راعياً ومنسقاً رئيسياً لمشاريع كثيرة تجريها تركيا في مناطق مختلفة من أنحاء العالم. من جانبها قالت ماريا كاسار، رئيسة وكالة التنمية الدولية المكسيكية، إن افتتاح مكتب “تيكا” في بلادها، يدل على عزم البلدين على تطوير علاقتهما. وأكدت أن الوكالتين التركية والمكسيكية، تنظمان برامج تنمية مشتركة، معربة عن شكرها للمساعدات التركية التنموية في هذا الإطار.ونوهت إلى أن مجتمعات مختلفة شهدت تطورات إيجابية من خلال المساعدات التركية السخية.

ولفت جاويش أوغلو إلى أن العلاقات السياسية بين تركيا والمكسيك “وصلت لمستويات رفيعة”، معربًا عن رغبته في دفع علاقات البلدين التجارية نحو الأمام. وبين أن علاقات البلدين بلغت مستوى استراتيجياً عام 2013. وأضاف أن “رجال أعمال مكسيكيين أعربوا عن رغبتهم في الاستثمار بتركيا، كما أن هناك شركات تركية تولي أهمية في الاستثمار بالمكسيك”.وأعرب الوزير عن رغبته في افتتاح المركز الثقافي التركي “يونس إمره”، لتعليم اللغة التركية في المكسيك.

في سياق آخر، أشار جاويش أوغلو، أنه تبادل مع نظيره المكسيكي الأزمة الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأوضاع في سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا. وأضاف أن بلاده تقع في منطقة صراعات تمر بأزمات عدة، وأنها تبذل ما بوسعها لإيجاد حلول سياسية لها. وتابع في ذات السياق “لا نغض الطرف عن الأزمات الإنسانية، والمكسيك تدعمنا بهذا الخصوص”.

من جانبه أعرب وزير الخارجية المكسيكي، عن شكره لجاويش أوغلو على زيارته لبلاده. وأعرب عن رغبته في استثمار شركات تركية ببلاده في مجالات مختلفة، وعلى رأسها الزراعة والبناء. وشدد على أن تركيا تلعب دورًا هامًا في المجال الإنساني، من خلال فتح أبوابها أمام أكثر من 3 ملايين لاجئ.

وبدأ جاويش أوغلو الاثنين الماضي، جولته في أمريكا اللاتينية بزيارة العاصمة الأرجنتينية بونيس آيرس، وتوجه بعدها إلى البارغواي، ومنها إلى جمهورية الدومينيكان. وتعد المكسيك التي بدأ زيارته لها أمس رابع وآخر محطات جاويش أوغلو في جولته بأمريكا اللاتينية.

وتظهر أهمية الزيارة في كونها تأتي في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة وكندا والمكسيك لإعادة التفاوض على اتفاق التبادل الحر في أميركا الشمالية (نافتا)، والذي وصفه ترامب بأنه “كارثة” على بلاده. وفي هذا السياق، تسعى ثاني أكبر دولة في أميركا اللاتينية إلى تسريع المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، وإقامة علاقات تجارية مع بلدان أخرى، حتى مع البلاد البعيدة جغرافياً على حد تعبير وزير خارجيتها.

المصدر : الاناضول.