أشاد السفير السعودي لدى تركيا، وليد عبد الكريم الخريجي، بالعلاقات الثنائية التي تجمع البلدين في كافة المجالات، معتبراً “الرياض وأنقرة من أهم القوى الإقليمية المؤثرة في المنطقة”.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه وكالة الأناضول في أنقرة، بمناسبة الزيارة التي من المقرر أن يجريها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية، غداً الاثنين، ضمن جولة خليجية تبدأ اليوم وتنتهي منتصف الشهر الجاري، تضم أيضا البحرين وقطر.
الخريجي أكد أن زعيمي البلدين الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس أردوغان، يحرصان على تطوير التعاون في الجانب العسكري والدفاعي والمجالات الاقتصادية والتبادل التجاري.
ففي الجانب العسكري والدفاعي، هناك تعاون مطّرد بين الجانبين، وزيارة وزير الدفاع التركي فكري إشيق، للمملكة في وقت سابق من الشهر الجاري ولقائه ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير، محمد بن سلمان، تأتي في هذا الإطار الذي يؤكد حرص البلدين على التنسيق فيما بينهما لتحقيق أمن واستقرار المنطقة.
وأضاف السفير السعودي الذي استلم مهامه في السابع من الشهر الجاري، أن الرياض وأنقرة “تتناغم مواقفهما السياسية في العديد من القضايا لا سيما في سوريا والعراق”.
وشدد على أن البلدين حريصان على التعاون الوثيق فيما بينهما لنزع فتيل الأزمات وأسباب الصراع في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين مستمرة على أعلى مستوى، قائلًا: “في الجانب السياسي والدبلوماسي، ترتبط المملكة وتركيا بعلاقات تاريخية ودينية وثيقة، نشأت عام 1929 عندما تم التوقيع على معاهدة الصداقة والتعاون بينهما قبلها بعام”.
وتابع: “شرعت العلاقات في التطور بدءً بزيارة الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله لتركيا عام 1966، لحضور مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي، ثم تعززت من خلال البوابة السياسية والاقتصادية وتبادل الزيارات على مستوى القيادات العليا وكبار المسؤولين بين الجانبين”.
وحول العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لفت الخريجي إلى أن “حجم التبادل التجاري وصل 22 مليار ريال سعودي (نحو 5.8 مليار دولار)، كما ارتفع عدد السياح السعوديين لتركيا خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير حتى وصل متوسط عددهم في أعوام 2014 و2015 و2016 إلى 250 ألف سائح في العام”.
ولفت إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين “دخلت مرحلة جديدة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي زار تركيا في قمة مجموعة العشرين الاقتصادية بمدينة أنطاليا نوفمبر/تشرين ثان 2015”.
كما قام بزيارة رسمية أخرى شملت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول وترأس وفدًا كبيرًا لحضور مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول في أبريل/نيسان 2016.
وبيّن أنه خلال تلك الزيارة، منح أردوغان خادم الحرمين الشريفين أعلى وسام في تركيا، وتم التوقيع على وثيقة مجلس التعاون التنسيقي عالي المستوى بين البلدين، الذي يشمل قطاعات ومجالات تعاون عديدة سياسية واقتصادية وتجارية وعسكرية وأمنية وثقافية وإعلامية.
السفير الخريجي، أوضح أن “التعاون الاقتصادي بين المملكة وتركيا شهد منذ توقيع اتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي والفني عام 1973 تطورًا ونموًا مستمرًا”، لافتاً إلى أن البلدين تجمعهما العديد من المصالح السياسية والاقتصادية المشتركة وهما عضوان فاعلان في العديد من المنظمات ذات العلاقة بالتجارة والاقتصاد.
كما أشار إلى توقيع البلدين 4 اتفاقيات ثقافية وإعلامية خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف في سبتمبر/أيلول العام الماضي.
وأكد أن انعقاد الدورة الأولى لمجلس التنسيق السعودي التركي في العاصمة أنقرة قبل أيام “خير دليل على تطور العلاقات بين البلدين”، معتبراً أن المجلس يحول العلاقات إلى آلية للتعاون بين البلدين.
وبحث مجلس التنسيق يومي 7 و8 شباط/فبراير الجاري برئاسة وزيري الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو والسعودي عادل الجبير، سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف الأصعدة، وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية.
ونوه السفير بمجلس الأعمال السعودي التركي أيضًا، الذي يعمل بصفة مشتركة على دعم وتشجيع العلاقات التجارية بين البلدين من خلال استغلال الفرص المتاحة وإقامة المشاريع المشتركة.
وأوضح أن “الطاقة وخاصة النفط من أهم المجالات التي نهدف للتعاون فيها، فالمملكة تمتلك مقومات كبيرة في هذا المجال وتركيا لها موقع استراتيجي ويسعى الطرفان للاستفادة من ذلك”.
وفي المجال الثقافي، قال السفير السعودي: “لدينا العديد من الاتفاقيات في هذا القطاع وتبادل الزيارات، ويوجد مجموعة كبيرة من طلابنا في تركيا للدراسة خاصة في مجالات الطب والهندسة”.
وعلى الصعيد الرياضي، أشار إلى أن “العديد من المنتخبات والفرق السعودية تقيم سنويًا معسكرات تدريبية لها في تركيا، خاصة بعد الاتفاقية الموقعة بين الطرفين عام 2009، في مجال الشباب والرياضة”.
وشهدت العلاقات السعودية التركية نقلة نوعية خلال الفترة الماضية، تُوجت بعقد الدورة الأولى لمجلس التنسيق التركي السعودي في العاصمة التركية الأسبوع الماضي، وإجراء 4 مناورات عسكرية مشتركة خلال عام 2016، وزيادة حجم التبادل التجاري إلى نحو 8 مليارات دولار.
ووصلت العلاقات التركية الخليجية إلى مرحلة متقدمة العام الماضي الذي شهد 12 قمة جمعت الرئيس أردوغان بقادة ومسؤولي دول الخليج، تم خلالها وضع أسس راسخة لعلاقات متنامية، تنبئ بتعاون أكبر وأعمق في مختلف المجالات بين الجانبين في المرحلة المقبلة.
كما أن تركيا تدعم التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن وتشارك فيه 5 من دول الخليج الست، وتتطابق وجهات نظرها مع دول الخليج، فيما يتعلق بإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية وكذلك السورية.