صمّمت كلّية الفنون الجميلة بجامعة “أتاتورك” في مدينة أرضروم، شرقي تركيا، مجسمات ثلجية للعديد من الآثار التاريخية في المدينة تحت عنوان “الشارع الثقافي”، وذلك على هامش المهرجان الشتوي الأولمبي الـ13 لشباب أوروبا الذي انطلق أمس السبت ويستمر حتى 18 من الشهر الجاري.
ويضم “الشارع الثقافي”، الذي أنشأ على مساحة 5 آلاف متر مربع، مجسمات ثلجية لـ “المدرسة ذات المئذنة المزدوجة”، و”المدرسة الياقوتية”، و”طاش خان”، و”قلعة أرضروم”، و”لالا باشا”، و”مسجد النحّاسين”، بالإضافة إلى المنازل التاريخية.
و بحسب الأناضول، قال عميد كلّية الفنون الجميلة، البروفيسور “مصطفى بولات”، إنهم أقدموا على إنشاء مشروع “الشارع الثقافي” بناء على تعليمات رئيس جامعة “أتاتورك” البروفيسور “عمر جوماقلي”.
وأضاف “بولات” أنهم بدأوا بالمشروع يوم 12 يناير/كانون الثاني المنصرم، حيث أحضروا 350 شاحنة ثلج نظيف إلى أطراف المدينة التي تقع فوق هضبة ترتفع 1893 متراً عن سطح البحر.
وتابع: “أرضروم هي عبارة عن قلعة ذات 7 أبواب، ونحن حاولنا من خلال المشروع أن نجسّد تلك الأبواب، بالإضافة إلى المنازل والمدارس والآثار التاريخية المشهورة في المدينة، بتقنية ثلاثة الأبعاد (3D)، دون إحداث خلل في هياكلها الأساسية”.
وأشار إلى أن “فريقًا مكونًا من 30 موظفًا تقريبًا يعملون ليل نهار في المشروع، بينهم 10 من أساتذة الكلّية وطلاب من قسم النحت فضلًا عن أساتذة من قسم المسرح يُشرفون على أعمال الإضاءة”.
“بولات”، لفت إلى أن “في 13 فبراير/شباط الجاري، سننهي أعمالنا بالكامل في الشارع الثقافي، كما نسعى لإنشاء متحف جليدي خلال 15- 20 عامًا المقبلة ليضفي جمالًا على المدينة، بحيث يضم آثارها وتقاليدها”.
واشتهرت مدينة أرضروم التركية عبر التاريخ بمناخها الخاص ومياهها العذبة وسلسلة جبالها الخضراء، وببحيراتها الزرقاء، فضلا عن سهولها ومراعيها وآثارها الدينية والتاريخية.
ففي فصل الشتاء ومع هطول الثلوج، تكتسي المدينة العتيقة بردائها الأبيض الساحر، وتبقى لأربعة شهور على الأقل بهذا الشكل، ويمر عليها عشرات من أفواج السائحين الذين قدموا خصيصا لاستنشاق هوائها في هذا الفصل.
ومع حلول الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تذوب الثلوج وتختفي شيئا فشيئا، مفسحة الطريق أمام اللون الأخضر والأزرق للانتشار من جديد، في صورة رائعة قلما تجد لها مثيلا، وكأنها جزءا من الجنة هبط إلى الأرض.
وتنتشر في مختلف أنحاء أرضروم، جداول وشلالات المياه، وجبال وتلال خضراء وبحيرات زرقاء، إلى جانب المدينة القديمة وأسوارها وقبابها وكنائسها ومدارسها وكتاتيبها.
المصدر : الاناضول.