تُشارك سيدات تركيّات في قيادة المناطيد الرائجة بكثرة في منطقة “كابادوكيا”، وسط البلاد، والتي تستضيف مئات الآلاف من السيّاح سنويًا بسبب جمال وغرابة طبيعتها وثرواتها الثقافية والتاريخية.
وتقع منطقة “كابادوكيا” ضمن خمس ولايات وسط تركيا، هي: نفشهير، وكرشهير، ونيغده، وأقصاراي، وقيصري، وتتميز بطبيعتها الخلابة، وتاريخها الموغل في القدم.
وتُعد “مداخن الجنيات” أو “موائد الشيطان”، أكثر ما تشتهر به المنطقة، وهي أحجار على شكل أعمدة تعلوها صخور، تبدو شبيهة بعش الغراب، تكونت طبيعيا، نتيجة لتأثيرات الرياح، والعوامل الجوية في الصخور البركانية.
كما تحفل “كابادوكيا” بالبيوت، والكنائس، التي نحتتها الشعوب القديمة في الصخر، وبقيت شاهدة على حضارة عصرها.
وتتيح المناطيد التي تحلق صباح كل يوم فوق “كابادوكيا”، فرصة الاستمتاع بمشاهدة تلك المعالم المميزة من الجو؛ مع شروق شمس كل يوم، ويتزايد باستمرار عدد من يركبون تلك المناطيد.
ويوجد نحو 150 قبطانًا، بينهم 7 سيدات، متخصصون بقيادة المناطيد الضخمة في منطقة “كابادوكيا”، والتي استقلها حوالي 250 ألف سائحٍ خلال العام الماضي من داخل البلاد وخارجها أثناء رحلاتهم إلى المنطقة.
ويساعد مناخ “كابادوكيا” على استخدام المناطيد طيلة العام، حيث تعمل 25 شركة مختلفة في المنطقة ضمن هذا المجال وتضم كوادر متدربة إلى جانب القباطين المتخصصين.
“ميلتم أوزدم”، ذات الـ26 عامًا، هي إحدى النساء المتخصصات بقيادة المناطيد المذكورة، وتعمل في هذا المجال منذ تخرجها من المدرسة المهنية العليا في “كابادوكيا” قبل نحو عامين.
وخلال حديثها للأناضول، أشارت “ميلتم” إلى أن التحليق بالمناطيد يشعرها براحة كبيرة للغاية، معتبرة أن “التعرّف على أناس جدد كل يوم، والاستمتاع بمشاهدة شروق الشمس قيمة لا تقدر بثمن بالنسبة لي”.
وأضافت: “إننا نُعانق السماء فجر كل يوم، وأعتقد أن هذا لا يُقدّر بأي ثمن، حيث تشعرون بحريّة مطلقة وتتعرفون على ثقافات أناس جاؤوا إلى بلادنا من شتى بقاع الأرض، هذا الأمر يُسعدني جدًا”.
وبالنسبة لها، تُعدّ قيادة المناطيد من أنسب المهن بالنسبة للنساء، حيث تستيقظ باكرًا وتحلّق في السماء لنحو ساعة عند شروق الشمس ليبقى أمامها متّسع من الوقت للقيام بالأنشطة الأخرى في المنزل أو الخارج.
وأوضحت “ميلتم” أن رؤية النساء وهن يقدن المنطاد في الصباح الباكر، تُثير دهشة السيّاح، سواء المحليين أو الأجانب.
بدورها، أشارت “صابيره بلطجي”، ذات الـ25 عامًا، إلى أنها تقود المناطيد في أجواء منطقة “كابادوكيا” منذ نحو 6 أعوام، وأوصت النساء المتحمّسات للطيران بإجراء بحوث عن هذه المهنة.
“صابيره”، قالت للأناضول إنها خاضت أول تجربة طيران على متن المنطاد بصفة سائحة، مؤكدة أن الرحلة أعجبتها كثيرًا وشجّعتها على تعلّم القيادة لاحقًا.
وتابعت: “حصلت على صفة القبطان بعد عام من التدريب عند شركة خاصة، وقررت مواصلة العمل في هذا المجال كوني ولدت وترعرعت في المنطقة التي أريد العيش فيها دائمًا”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر : الاناضول .