وصف مستشار رئيس الوزراء التركي، عمر فاروق قورقماز، الزعيم الإسلامي الراحل، نجم الدين أربكان، بأنه “المعلم الأكبر” لنهضة تركيا الحديثة.
جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها معه بالخرطوم، فضائية جامعة إفريقيا العالمية، وخصصت لمناقشة تجربة أربكان.
وقال قورقماز إن أربكان “غير المعادلة السياسية من صراع بين اليمينيين واليساريين بوصفه صراع لا معنى له إلى كوننا شعب مسلم”.
وأضاف أن مؤسس حزب الرفاه كان “مجدد مجتهد لم يركن للتنظير في السياسة بل مارسها عمليا(…) هو مهندس تربى على يد علماء وشيوخ الصوفية”.
ورأى أن أهم ما يميز أربكان أنه “زاوج بين التفكير والعمل ولم يدخل في متاهات فكرية دمرت بعض الحركات الإسلامية”.
وأوضح أن “دراسة أربكان في أوربا هي التي جعلته يتساءل لماذا نهضت دولها رغم مشاركتها في الحرب العالمية الثانية بينما لم تنهض تركيا رغم أنها لم تشارك في هذه الحرب؟”.
وتابع “المعلم الأكبر لنهضتنا كان يتحدث عن نهضة لكل البشر، كان يقول نحن علينا مسؤولية تجاه 6 مليار شخص يعيشون على الأرض ومشروع حزب الرفاه لكل البشرية”.
وشدد على أن “المدرسة التركية ليست إخوانية فهي مختلفة فكرا وتصوفا”.
واستطرد مستشار رئيس الوزراء التركي “قبل أن تصلنا كتب الإخوان كانت هناك مدارس إسلامية.. فالمدرسة التركية مستقلة وتستفيد من كل المدارس”.
وأجاب على سؤال عن آتاتورك قائلا “هو مؤسس الجمهورية ورمز الدولة التركية”.
واستشهد بقول أربكان “لو كان أتاتورك معنا اليوم لانضم إلى حزب الرفاه لأنه يسعى لهذه النهضة التركية”.
واختتم قورقماز، مساء أمس الخميس، زيارة للخرطوم استغرقت عدة أيام، شارك خلالها في الدورة الثانية من منتدى العلاقات التركية الأفريقية الذي تنظمه جامعة إفريقيا العالمية.
والمؤتمر واحدة من ثمرات التعاون بين الجامعة السودانية التي تأسست قبل 50 عاما والمؤسسات الأكاديمية التركية، وعلى رأسها جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية.
وتفرد جامعة إفريقيا العالمية – إحدى أرفع الجامعات السودانية – مساحة مقدرة من مقاعدها للطلاب المسلمين، غير الناطقين بالعربية، من دول آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء.
وكان مستشار رئيس الوزراء التركي قد زار، أمس الخميس، عصام أحمد البشير، رئيس مجمع الفقه الإسلامي، وهو الجهة المعنية بشؤون الفتوى في السودان.