“انجيل” من ذكريات معارك “جناق قلعة” يُعرض في متحف تركي

يضم متحف خاص في قرية “أنافارتا” شمالي غربي تركيا، نسخة من الانجيل مطبوعة عام 1905، تعود لجندي نيوزلندي من محاربي “الأنزاك”، شارك في معارك جناق قلعة، في جيوش الحلفاء ضد الدولة العثمانية، إبان الحرب العالمية الأولى.

ويعرض المزارع أوزاي غوندوغان(61 عاما) في متحفه بالقرية الواقعة في شبه جزيرة غالبيولي بولاية جناق قلعة، مقتنيات تعود لجنود أتراك وبريطانيين وفرنسيين واستراليين ونيوزيلنديين.

ومن بين المعروضات اللافتة لأنظار السياح المحليين والأجانب، نسخة الانجيل العائدة للجندي “آلان هرمان كامبل”.

وقال غوندوغان، إنه بدأ بجمع المستلزمات الحربية من بقايا معارك جناق قلعة، منذ عام 1980، وافتتح متحفا في القرية لعرضها في 2007.

وحول قصة الانجيل، أوضح أنه بينما كان يعمل في الحقل قبل خمسة أعوام، تلقى اتصالا من أحد الأدلاء السياحيين ، وقال له إن برفقته سيدتين كان والدهما جنديا في معارك جناق قلعة، ترغبان في زيارة المتحف.

وعقب زيارتهما المتحف، قامتا باهداء نسخة الانجيل إلى غوندوغان ليعرضها ضمن المقتنيات.

ونقل غوندوغان عن “شونا أنديرسون”، ابنة الجندي النيوزلاندي قولها :” هذا الانجيل ورثناه عن والدنا الذي حارب في جناق قلعة، لقد أعطانا إياه عقب عودته سالما من الحرب”.

وكشف أنها أردفت قائلة:” رغم أنه يحمل ذكرى والدنا، إلا أننا نعتقد أن هذه هي الأرض التي ينبغي أن تعرض فيها”.

وذكر غوندوغان أنه كتب قصة الانجيل بالتركية والانكليزية، وأن الزوار يتأثرون بها عندما يقرأونها.

وتعهد غوندوغان بالحفاظ على هذه الأمانة التي “عادت إلى جناق قلعة بعد أعوام طويلة من الحرب”، على أكمل وجه.

ووقعت معارك جناق قلعة عام 1915، حيث حاولت قوات بريطانية وفرنسية ونيوزلندية وأسترالية احتلال إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية آنذاك، وباءت المحاولة بالفشل.

وكلفت تلك المعارك الدولة العثمانية أكثر من 250 ألف شهيد، شارك فيها جنود من سوريا والعراق وفلسطين والعديد من دول العالم الإسلامي، فيما تكبدت القوات الغازية نفس العدد المذكور تقريبًا.

ويطلق على المحاربين الأستراليين والنيوزيلنديين اسم “الأنزاك” اختصارًا لاسم الفيلق الأسترالي النيوزيلندي، الذي شارك في الحرب العالمية الأولى (Australian and New Zealand Army Corps).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.