قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن “تركيا اليوم أقوى مما كانت عليه سابقًا، وتركيا المستقبل ستكون أقوى مما هي اليوم، وحل مشاكل الشرق الأوسط بدون تركيا مستحيل، كما هو الحال باستحالة التفكير بأمن أوروبا بدون تركيا”.
جاء ذلك في كلمة له اليوم الثلاثاء، خلال افتتاح المعرض الدولي الثالث عشر للصناعات الدفاعية بمدينة المعارض “توياب” في إسطنبول.
وأكد يلدريم أن المعرض منذ انطلاقه 1993 وحتى اليوم يسجل نجاحًا باهرًا واستمر كفعالية تعتبر إنموذجًا في العالم.
ولفت إلى أن المعرض المقام برعاية الرئاسة التركية، تحول إلى أحد الأماكن التي تلتقي فيها شركات الصناعات الدفاعية من تركيا والعالم.
ونوه إلى أن المعرض العام الحالي يشهد لأول مرة افتتاح أجنحة للقوات البرية والجوية والبحرية التركية.
وأضاف: “كما سيشهد التعريف بالعربات الدفاعية المصنعة محليًا”.
وشدد رئيس الوزراء التركي على أن “الدفاع وحماية القانون والأرواح والأموال في عالم قلّت فيه العدالة والرحمة بات هامًا أكثر من أي وقت مضى”.
وأضاف: “نهتم بأمن جميع الدول مثلما نبدي أهمية لأمن حدودنا ووحدة أراضينا وسلامة أرواحنا وأموالنا”.
وتطرق يلدريم إلى الدعم والتضامن الذي أظهرته تركيا للقادمين إليها من بلغاريا للنجاة بأرواحهم عام 1989، والعراقيين خلال حرب الخليج، والهاربين من الحرب في البوسنة والهرسك، إضافة إلى أتراك الأهيسكا، وآخرًا اللاجئين السوريين.
وقال: “في الوقت الذي نوفر الأمن لبلدنا فإننا نحتضن ملايين المتضررين من الحروب، وعلى الإنسانية جمعاء أن ترى هذه الحقيقة وهذه التضحية”.
وأضاف: “تركيا أكثر بلد يستضيف لاجئين حسب سجلات الأمم المتحدة. وننتهج سياسة لا تقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية فقط، بل أيضًا على التعاون مع جميع أصدقائنا في مكافحة الإرهاب، ولا نبدي تعاطفاً مع أي منظمة إرهابية، ولا نرحب بقيام الآخرين بذلك”.
وبيّن يلدريم أن تركيا اليوم تواصل تعزيز قوتها في مجال الدفاع كما هو الحال في المجالات الأخرى.
ولفت أن اعتماد تركيا على الخارج في الصناعات الدفاعية قبل 15 عامًا كان بنسبة 80%، واليوم تضائل إلى ما نسبته 40%.
وأضاف: “المساهمة الوطنية المحلية (في الصناعات الدفاعية) ارتفعت إلى ما نسبته 60%، وبمشاركة أكثر من ألف شركة كبيرة ومتوسطة وصغيرة ومؤسسات بحثية وجامعات أسسنا البنية التحتية للصناعات الدفاعية الوطنية المحلية ونواصل العمل عليها”.
وأشار يلدريم إلى وجود شركتين تركيتين بين أكبر 100 شركة حول العالم بمجال الصناعات الدفاعية، متوقعاً أن يزداد عدد تلك الشركات التركية خلال السنوات المقبلة.
وحول حجم الصادرات التركية من الصناعات الدفاعية، بيّن يلدريم أن حجمها حاليًا بلغ 1.7 مليار دولار أمريكي بعد أن كانت 250 مليون فقط في 2002، وأكد أنهم مستمرون في زيادة مخصصات البحث والتطوير في هذا المجال.
وأوضح أنهم يعملون العام الحالي على 460 مشروع للصناعات الدفاعية بميزانية تبلغ 123 مليار ليرة تركية (34.2 مليار دولار).
وأضاف: “نجحنا في صناعة معدات دفاعية من أجل القوات البرية مثل دبابة ألطاي، وعربات مدرعة وبندقية محلية، وأدخلناها إلى الخدمة في القوات المسلحة والأمن، حتى أننا بدأنا بتلبية احتياجات البلدان الصديقة والحليفة من العربات المدرعة اليوم، وبتنا ننتج بتقنيات محلية مضادات دبابات وصواريخ موجهة”.
وحول الصناعات البحرية العسكرية، شدد يلدريم على أنهم يواصلون العمل على أول سفينة حربية محلية تدعى “حراقة مليغم”، إضافة إلى الغواصات والقوارب، وأنهم يدرسون طلبات الدول الصديقة والحليفة بهذا الصدد.
وأردف: “باتت طائرات (الطائر الحر) التدريبية، ومروحية (أتاك) وطائرات المراقبة البحرية، إضافة إلى طائرات (العنقاء) و(بيرقدار)، عنصر هام في الخدمة بالقوات المسلحة، كما عززنا قوتنا أكبر من خلال قمري (غوكتورك-1) و(غوكتورك-2) اللذين أرسلناهما إلى الفضاء، وحاليًا نعمل على إنشاء وكالة فضاء وطنية، وبدأنا العمل من أجل صناعة قمر اتصالات محلي”.
وتحت رعاية الرئاسة التركية، تنظم وزارة الدفاع المعرض الدولي الثالث عشر للصناعات الدفاعية خلال الفترة ما بين 9 و12 مايو/أيار الجاري، ويشارك فيه العشرات من دول العالم.
وخلال المعرض تعتزم شركة “أسيلسان” التركية المتخصصة في الصناعات الإلكترونية العسكرية، التعريف بـ317 منتجاً لها.