“دار إسطنبول للأيتام” أمل يتامى أندونيسيا ونور يضيء دربهم

تعدّ “دار إسطنبول للأيتام” الذي تأسس من قِبل هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH)، في أندونيسيا قبل أكثر من 10 سنوات، أمل اليتامى ومركزاً يساهم في بناء مستقبلهم.

وتقوم دار إسطنبول للأيتام بأنشطتها وفعالياتها في باندا آتشة التي تعتبر عاصمة ولاية آتشة، منذ عام 2004، عندما تعرضت الولاية لزلزال مدمر تبعته موجات تسونامي، أودى بحياة آلاف السكان، وتقدّم المساعدات الإنسانية ليتامى المنطقة والمحتاجين.

وتطغى على علاقة المدرسين مع الأيتام في الدار، أجواء العائلة الواحدة، حيث يرأف المدرسين بالأيتام ويوفرون لهم كافة مستلزماتهم الغذائية والسكنية والتعليمية، ويبذلون جهوداً مضاعفة لتحسين تنشئتهم.

ويتلقّى الأطفال اليتامى في الدار التعليم المدرسي إضافة إلى علوم الدين، لتربيتهم من الناحية الأخلاقية.

ولكي لا يشعروا بالوِحدة والعزلة، ينظّم القائمون على شؤون الدار، رحلات ومسيرات متنوعة، ويقدمون لهم في شهر رمضان المبارك، وجبات إفطار بمشاركة أهالي المنطقة.

وإلى جانب إخراج الأيتام إلى خارج الدار، يقوم القائمون على الإدارة، بإقامة وجبات إفطار داخل الدار، ويتعمدون تكليف اليتامى بأعمال تقديم الطعام للضيوف بهدف زرع حس المسؤولية وتعليمهم كيفية إكرام الضيف.

وبسبب قضاء العديد من المدرسين حياتهم في دار الأيتام، تصبح روابط الأخوة متينة بين الأطفال اليتامى والمعلمين.

كما يتوجه العديد من الاتراك الذين يزورون أندونيسيا، إلى دار إسطنبول للأيتام، ويساهمون بذلك في تعزيز روابط الأخوة القائمة بين الأطفال الأيتام، وأقرانهم الأتراك.

وفي تصريح لمراسل الأناضول، قالت رابعة إرغول طالبة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة مرمرا بمدينة إسطنبول، إنها زارت أندونيسيا برفقة 5 من زملائها، وتجوّلت في دار إسطنبول للأيتام.

وتابعت إرغول قائلةً: “أتينا إلى أندونيسيا ضمن إطار تبادل الطلاب بين الجامعات الشقيقة، وسمعنا بوجود دارٍ يستقبل طلاباً، اسمه “دار إسطنبول للأيتام”، وأتينا إلى هنا وعند مدخل الدار شاهدنا علم تركيا يرفرف”.

وأردفت قائلة: “وعندما دخلنا الدار، رأينا كيف غُمر الأطفال اليتامى بالفرح والسرور عندما علموا بأننا أتراك وأتينا من تركيا، ولمدة أسبوع قمنا بتعليمهم اللغة التركية ونظّمنا من اجل ذلك دورة تعليمية مكثفة، وخلال فترة قصيرة تعلم الأطفال اليتامى أكثر مما كنا نتوقع”.

وأشارت إرغول إلى أنّ معظم الأطفال اليتامى الموجودين في دار إسطنبول، يرغبون في إكمال تحصيلهم العلمي في الجامعات التركية والعودة بعد ذلك إلى بلدانهم، للمساهمة في نمو وازدهار أوطانهم.

واستطردت قائلةً: “جميع الاطفال الموجودين في الدار يعِدون بمستقبل مشرق، وشعرنا هنا بمدى الحب الكبير الموجود بداخل الشعب الأندونيسي تجاه الشعب التركي، وأحسسنا بروابط الأخوة التي تجمعنا، فشيء جميل أن ترى أيتام أندونيسيا يعيشون ويكملون تحصيلهم العلمي تحت العلم التركي”.

وعقب زلزال تسونامي الذي ضرب ولاية آتشة الاندونيسية عام 2004، أسست هيئة الإغاثة التركية دار إسطنبول للأيتام في باندا آتشة على مساحة تصل إلى 5 دونم، ويتسع الدار لـ 100 طفل يتيم.

ويوجد داخل الدار مطبخ، ومطعم، ومكتبة، ومختبر للحواسيب، إضافة إلى مسجد، وصالة رياضية، وقاعات للقيام بأنشطة متنوعة، وغرف لاستقبال الضيوف.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.