قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، إن بلاده، التي ألحقت أكبر الهزائم بتنظيم “داعش” الإرهابي، تتعرض للاستهداف بسبب إفشالها للمؤامرات في سوريا.
جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركته في إفطار رمضاني بمنطقة “حران” بولاية شانلي أورفا جنوب شرقي تركيا.
وأضاف أردوغان، “إن الذين يتغذون على صراعات المنطقة، منزعجون من دفاعنا عن الحقوق والعدالة في كل محفل، وهذا هو سبب حملات التشويه والكذب ضد بلادنا”.
وأشار أن تركيا قادت أكبر كفاح ضد تنظيم “داعش”، وألحقت به أكبر الهزائم، في إشارة إلى عملية “درع الفرات” في شمالي سوريا.
وأكد أردوغان أنه “في حال شكلت التطورات السلبية المستمرة حاليا في سوريا أي تهديد على حدودنا، ليعلم العالم أننا سنفعل ما فعلناه في درع الفرات”.
يذكر أن عملية “درع الفرات” بدأت في أغسطس/ آب العام الماضي، لتطهير المناطق الحدودية من العناصر الإرهابية، وفي مارس/ آذار الماضي، أعلنت الحكومة التركية انتهاءها بنجاح.
وأعرب أردوغان عن أسفه “لتحرك شركاء بلاده الاستراتيجيين مع المنظمات الإرهابية” في سوريا (في إشارة إلى تعاون الولايات المتحدة الأمريكية مع تنظيم ب ي د الإرهابي في عملية استعادة الرقة السورية من داعش).
وأضاف “قلنا لهم تعالوا لننجز هذا العمل (تحرير الرقة) معا ضد تنظيم داعش الإرهابي (..) فتنظيمي ب ي د، وذراعه العسكري ي ب ك منظمتان إرهابيتان”، واستدرك “لكنهم للأسف أصروا على انجازه معهم (ب ي د)”.
يذكر أن قوات التحالف الدولي أطلقت عملية استعادة مدينة الرقة من تنظيم “داعش” الإرهابي، في 3 يونيو/ حزيران الجاري، وفي هذا الإطار أعلنت أعلنت واشنطن أنها بدأت بتوزيع السلاح على مسلحي “ب ي د”، وهو ما ترفضه تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي قائلة إن طرد تنظيم إرهابي (داعش) لا يجب أن يتم من خلال تنظيم إرهابي آخر (ب ي د).
ووصف الرئيس التركي، الأزمة في سوريا، التي بدأت في 2011، بأنها “وصمة عار على جبين التاريخ”.
وقال إن الدول الغربية، التي “ألقت محاضرات للدول الأخرى في القانون والديمقراطية لعشرات السنوات”؛ أدارت ظهرها لمطالبة الشعب السوري بتلك الحقوق.
وأضاف أنه في حين تعد تلك الحقوق من الأمور الأساسية للمواطن الغربي، فإن تلك الدول اعتبرتها من الكماليات بالنسبة للمواطن السوري.
واتهم أردوغان المجتمع الدولي بالاقتصار على مشاهدة مليون سوري يقتلون على يد المنظمات الإرهابية والحكومة، التي تمارس الظلم ضد شعبها.
وقال “إن أجساد الأبرياء التي بقيت تحت أنقاض المدن التي تهدمت خلال هذه المرحلة، بقي معها الاعتبار الإنساني هناك (دُفن تحت الأنقاض)”.
كما شدد الرئيس التركي على أن الخاسر الحقيقي في سوريا هو العالم الإسلامي، الذي “لم يظهر ردة فعل كافية إزاء مقتل المسلمين في سوريا بشكل علني”.
وأضاف أنه “لا يليق” بالمسلم التحول لأداة لـ”النهج الغربي المنحرف”، الذي “يرى أن قطرة بترول أغلى من روح إنسان”.