تابع مسلمو سريلانكا عن كثب التطورات التي شهدتها تركيا ليلة 15 يوليو/ تموز الماضي، والمحاولة الانقلابية الفاشلة التي نفذتها منظمة فتح الله غولن الإرهابية، وأقاموا تلك الليلة حلقات ذكر ودعاء وختم للقرآن الكريم، تعبيرًا عن وقوفهم إلى جانب تركيا.
وقال رفيق محمد، رئيس جمعية سرنديب للتعليم والمساعدات الإنسانية في سريلانكا، إن جمعيته كانت تلك الليلة على اتصالٍ مستمر مع بعض منظمات الإغاثة في تركيا وتابعت عن كثب التطورات التي شهدتها بعض المدن التركية.
وأضاف محمد للأناضول، أنه علم بوجود المحاولة الانقلابية الغادرة تلك الليلة، عن طريق وكالة الأناضول وتلفزيون الـ “تي آر تي”، وبعض المواقع الإخبارية الإلكترونية التابعة لمؤسسات إعلامية تركية.
وتابع: “عندما علمنا بوقوع هذه المحاولة الانقلابية الغادرة، أبلغنا إخواننا وأخواتنا هنا بتلك الأنباء، وبدأنا بالصلاة والدعاء والابتهال إلى الله تعالى من أجل السلام والاستقرار في تركيا”.
وأضاف “وجهنا أئمة المساجد وتم تخصيص أول خطبة جمعة بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة لتعريف المصلين بأهمية استقرار تركيا والعلاقات الأخوية التي تربطنا بهذا البلد المعطاء”.
وأشار محمد أن تركيا تقدم مساعدات مهمة لمسلمي سريلانكا، لا سيما فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، شاكرًا الله على حمايته تركيا “من هذا المشروع الأمريكي والصهيوني”، وفق تعبيره.
وشدد محمد على أن مسلمي سريلانكا يتمنون كل الخير والاستقرار والرفاه لجميع الأخوة بالدين في جميع أنحاء العالم، وقال إن تركيا هي البلد الأكثر عرضة للخطر بين دول العالم الإسلامي.
ولفت إلى أن مسلمي سريلانكا شعروا دائمًا بيد العون التي مدتها أنقرة نحوهم، لا سيما عندما تعرضت بلادهم لكارثة تسونامي، فكانت تركيا البلد الأول الذي يقوم بإرسال المساعدات الإنسانية والإسعافات الأولية إلى سريلانكا، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول رئيس دولة يجري زيارة رسمية إلى سريلانكا بعد تلك الكارثة.
وثمن الجهود التي تبذلها تركيا لدرء الظلم عن المضطهدين، وكذلك جهود الرئيس أردوغان من أجل إيصال صوت المظلومين في فلسطين وسوريا وأراكان إلى الأمم المتحدة، دفاعًا عن تلك الشعوب المسلمة المُضطهَدة.
وأشار محمد أن مسلمي سريلانكا لا يملكون مشاكل مع حكومة بلادهم التي تحكم ديمقراطيا، وأن لديهم ممثلين في البرلمان.
وأضاف أن المشكلة الرئيسية التي تواجه بلاده تكمن في المساعي التي تبذلها الهند من أجل ضم سريلانكا، وأن مسلمي البلاد لا يتعرضون إلى اضطهاد من قبل البوذيين كما هو الحال في إقليم أراكان غربي ميانمار، مشيرًا أن المسلمين يشكلون 10 بالمئة من سكان سريلانكا ذات الغالبية البوذية.
وفي معرض إشارته إلى وجود بعض المساعي المبذولة من بوذيين متطرفين، لتشويه صورة الإسلام والمسلمين في سريلانكا، قال محمد: إن جميع تلك المحاولات الخبيثة باءت بالفشل.
وأردف “لم تستطع تلك المحاولات إثبات ارتباط المسلمين في سريلانكا بأي تعاون مع منظمة إرهابية. لأن المسلم الحق هو من سلم الناس من لسانه ويده؛ لذلك لا يستطيع التماهي مع المنظمات الإرهابية”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، ليلة 15 يوليو/ تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود شعبية غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
الاناضول