احتفل فلسطينيون في مدينة القدس المحتلة، اليوم الجمعة، بإعادة فتح بوابات المسجد الأقصى، بعد إغلاقها من الشرطة الإسرائيلية، أمس، في أعقاب توتر شديد شهدته ساحات المسجد ومحيطه.
وأدى عشرات الألاف من الفلسطينيين صلاة العشاء في باحات “الأقصى”.
وكانت المرجعيات الدينية في القدس، قد دعت الفلسطينيين إلى دخول المسجد الأقصى عند صلاة العصر أمس الخميس، بعد الامتناع عن ذلك لـ 11 يومًا، احتجاجًا على إجراءات إسرائيلية قبالة بواباتها.
لكن السلطات الإسرائيلية تراجعت وعاودت نصب حواجز حديدية، ولم تفتح كافة البوابات، كما قمعت المصلين أثناء دخولهم إلى المسجد، وحاصرتهم في ساحاته، واعتدت عليهم بالضرب وقنابل الغاز والصوت، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم.
واستمرت الإجراءات الإسرائيلية حتى اليوم، إذ منعت المصلين تحت سن الـ 50 عامًا من دخول المسجد الأقصى، لكن سرعان ما تراجعت عن هذه التشديدات، وفتحت كافة بوابات “الأقصى” أمام المصلين قبل صلاة المغرب.
واحتفاء بذلك، جابت مسيرة كبيرة ضمت مئات من الفلسطينيين ساحات المسجد، مهللين مكبرين، بحسب مراسل الأناضول.
وظل المصلون يكبرون ويهللون حتى قيام صلاة العشاء، التي أداها عشرات الآلاف في المسجد.
كما صدحت مآذن مدينة القدس وبلداتها بالتكبير والتهليل فرحًا بـ”الانتصار وإجبار السلطات الإسرائيلية على إنهاء إجراءاتها في المسجد الأقصى”.
ويصف الفلسطيني محمد قزاز، وهو مصور صحفي من سكان البلدة القديمة في القدس، إعادة فتح بوابات المسجد الأقصى بأنها “فرحة لا تصفها الكلمات”.
وأضاف عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “سناب تشات”: “لا أستطيع أن أتكلم أو أصف هذه الفرحة، نحن انتصرنا”.
أما الشاب عبادة سميرة، وهو من سكان بلدة “بيت حنينا” شمالي القدس، فقال للأناضول، إن “البهجة قد عادت للمسجد الأقصى، مشاعرنا عند دخولنا أفواجا كبيرة مكبرين مهللين إلى داخل المسجد لا توصف، كأننا دخلنا فاتحين”.
وبحسب شهود عيان، فقد منعت الشرطة الإسرائيلية الفلسطينيين من إدخال الحلويات إلى داخل ساحات المسجد الأقصى، لمنع مظاهر الاحتفال.
ومنذ نحو أسبوعين يسود توترا البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلة وغزة إثر القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على دخول المسجد الأقصى.
وعلى مدار تلك الفترة، قمعت الشرطة الإسرائيلية تظاهرات فلسطينية عديدة، رافضة لتقييد الدخول إلى المسجد، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الفلسطينيين.
الاناضول