ألهمت آية في القرآن الكريم، إدارة مسجد بولاية قرشهير، وسط تركيا، بتصوير كلمات وعبارات الآية الكريمة على جدران المسجد من الداخل.
عند الدخول إلى مسجد “حميدية” بقرشهير، يتراءى للشخص مشهد حديقة غناء محاطة بأشجار الحور، وأرضية عشب أخضر، وسقف كأنها قبة السماء، ومحراب خلفة شلال نهر يلفت انتباه الناظرين.
بني مسجد حميدية، عام 1910، في حي “ينيجه” بقرشهير، وكان صغيرا من حيث المساحة ويتناسب مع عدد سكان الحي، غير أن ارتفاع عدد السكان لاحقا جعل توسيعه مطلبا ملحا للأهالي.
وبالفعل هدم المسجد في 2015، وتمت إعادة بنائه من جديد، غير أن القائمين على خدمة المسجد، فكروا بطريقة يجلعون فيها مسجدهم يجذب المصلين إليه ويقربهم إلى الله من حيث بعض الكتابات والرسومات على جدرانه الداخلية.
وتبنى المشرفون على المسجد فكرة الرسم على جدار المسجد، وألهمتهم الآية الـ22 من سورة البقرة، التي تقول “الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ” في التصميم الداخلي.
ونقلوا فكرتهم لرسام من أذربيجان، وصوروا له الآية الكريمة، والذي بدوره رسم حدائق معلقة في مدخل المسجد، وأشجار حور بين كل نافذة، وشلال وراء المحراب، وغيوما وسماء في السقف، إلى جانب رسم لفظ الجلالة بجدار المسجد من الخارج.
ولدى افتراش المسجد بالسجاد الأخضر، غدا المسجد حديقة وكأنها من حدائق الجنة.
وقال “صفاء أكينجي” إمام مسجد “حميدية”، إن المسجد بني في 1910، وكانت مساحته 115 مترا مربعا، مضيفا أنه تم هدمه قبل عامين وإعادة بنائه من جديد بما يتناسب مع المتطلبات الجديدة.
وأوضح أن رئيس جمعية مسجد حميدية، عصمت يابيجي، ومتبرعون، تكفلوا بأعمال بناء المسجد من جديد، وأن الآية الـ 22 في سورة البقرة ألهمتهم شكل التصميم الداخلي.
وأضاف “عندما تم تعييني في هذا المسجد، استشفيت معلومات عن بناء وتصميم المسجد، وقالوا لي بأن القائمين على المسجد استلهموا تصميم المسجد من آية في سورة البقرة”.
ولفت إلى أن التصميم الداخلي جاء ليتوافق مع تصوير الآية الكريمة، وقال إنه رسم في مدخل المسجد حدائق معلقة تحتضنها هضبة الأناضول، إلى جانب أشجار الحور الطويلة، التي تفصل بين كل شجرة نافذة للمسجد.
وأشار إلى السجّاد الأخضر يمثل العشب، وأردف “الداخل إلى المسجد يقول لنا، وكأنني صليت في حديقة من حدائق الجنة”.
وتابع قائلاً “لقد تمت مراعاة زخرفة المسجد من الداخل، بشكل يتناسق مع الآية الكريمية، كما أنه جرى رسم لفظ الجلالة في جدار المسجد الخارجي، وهو ما يشدد أنظار المارين في الخارج، ويزداد انبهارهم لدى دخولهم إلى المسجد”.
بدوره قال “يلماز أقجة قايا” أحد المصلين في المسجد، إنه يجد طمأنية كبيرة لدى قدومه إلى المسجد لأداء صلاته، معربا عن شكره للقائمين على المسجد ومن ساهم في إعماره من جديد.
وأضاف “هذا المسجد كان صغيرا، ولم يكن يستوعب جميع سكان الحي، وخصوصا في الجمع والجامعات والأعياد، فكان لازاما توسعته”.