رغم صعوبة الظروف وقلّة الإمكانات، نجح الطالب التركي “دنيز غوزال تشاي”، الذي يعمل راعيًا في ولاية “موش” (شرق)، من الحصول على درجة عالية في امتحان العبور من مرحلة التعليم الأساسي إلى الإعدادي، والتي مكّنته من التسجيل في المدرسة الأمريكية الخاصة بمنطقة “طرسوس” في ولاية مرسين (جنوب).
وتمكن “دنيز”، من الحصول على 483 درجة من أصل 500 في الامتحان المعروف بـ(TEOG) في تركيا، لينضم إلى صفوف المدرسة الأمريكية الخاصة في “طرسوس”، والتي تختار وتنشئ أفضل الكوادر الطلابية، فضلًا عن كونها تتمتع بهيئة تدريسية وإدارية مميزة مقارنة مع مدارس أخرى.
ويعمل “دنيز”، خلال أشهر الصيف، راعيًا للمواشي في منطقة “فارتو” التابعة لولاية “موش”، وذلك بسبب إمكاناته العائلية المحدودة، وليتمكن من جمع المبلغ اللازم لمواصلة تعليمه خلال الفصول الدراسية، وقد شكّل النجاح الذي استطاع تحقيقه مؤخرًا مصدر سعادة بالغة وأمل كبيرة بالنسبة له ولأسرته.
“دنيز”، تحدّث للاناضول عن مشاعره والظروف التي يعاني منها لمواصلة تعليمه، ويؤكّد عزمه وإصراره على الاستمرار دون كلل أو ملل، ليرسم لنفسه مستقبلًا زاهرًا يساعده هو وأسرته على عيش حياة أفضل مما هم عليه اليوم.
ويقول اليافع التركي إن الظروف التي يدرس في ظلها، صعبة للغاية، كما أن الإمكانات المتاحة له ليست كافية ولا تغطي معظم احتياجاته، لكنه ورغم ذلك، لم يستسلم إطلاقًا وحرص على المثابرة، وبدأ يعمل في مجال الرعي خلال فترة الصيف، مستغلًا العطلة الدراسية الرسمية.
ويُضيف: “أواصل تعليمي وسط ظروف صعبة، واضطر للعمل راعيًا في القرية، وفي الشتاء أذهب إلى المدرسة وأعاني من صعوبة شديدة للوصول إليها بسبب إغلاق الطرق جراء الأمطار والثلوج، وأستخدم عربة خيل صغيرة لتسهيل التنقل”.
ويُتابع: “لم أتخلف عن الدورس أو الامتحانات على الإطلاق، وأحرص على مساعدة أبي في القرية، من خلال العناية بالحيوانات، فنحن نملك 10 أبقار وأنا أتولى العناية بها، وأعمل على نقل الأعشاب على متن العربة، وهكذا أمضي 3 شهور في القرية مستغلّا عطلتي الرسمية”.
ويؤكّد “دنيز” أن الكتب لا تفارق يده، حتى وهو يعمل في رعي الحيوانات في القرية، وهو ينصح أصدقاءه ومن هم في مرحلته باستغلال أوقات الفراغ وعدم إهمالها بامور فارغة قد يندمون عليها في السنوات المقبلة، كما دعاهم لإدراك قيمة العلم والدراسة.
أمّا “تونجر غوزال تشاي”، وهو والد “دنيز”، فيشعر بفرحة عارمة وفخر واعتزاز حيال النجاح الذي حققه طفله رغم قلّة الإمكانات وصعوبة الظروف التي يعيشونها.
ويقول الأب “تونجر”، في حديث للأناضول، إن ابنه يحرص على الدراسة ويجتهد بشكل يبعث على الفخر، ويستغل أوقات فراغه في العمل راعيًا في القرية.
ويُضيف المواطن التركي: “لقد حقق طفلي درجة عالية، مقابل جهده وتعبه، وقد سجّل في المدرسة الأمريكية، حيث سيواصل فيها تعليمه خلال المرحلة القادمة، وأنا سعيد جدًا بذلك، وأعرب عن ي وامتناني له لأنه منحنا هذا الفخر والاعتزاز”.
الاناضول