قالت أمينة أردوغان، عقيلة الرئيس التركي، إن إيجاد حل دائم للأزمة التي تتكرر باستمرار في إقليم أراكان، غربي ميانمار “مسؤولية إنسانية تقع على عاتقنا جميعًا”.
جاء ذلك في كلمة ألقتها سيدة تركيا الأولى، الخميس، في اجتماع رفيع المستوى، نظمته الممثلية التركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، على هامش الدورة الـ72 لجمعيتها العامة.
الاجتماع حمل عنوان “المقاربات الإنسانية بخصوص البحر الأبيض، وإفريقيا وميانمار”، وانعقد بمشاركة مسؤولين أممين، وزوجات رؤساء دول وحكومات مشاركين بالجمعية العامة.
وأضافت أردوغان قائلة إن “النساء، والأطفال يدفعون فاتورة ثقيلة لحسابات سياسية ليسوا طرفا فيها، ولعل هناك أرقامًا ومعطيات تكشف عنها المؤسسات الدولية بين الحين والآخر، تثبت ذلك”.
وتابعت “من المؤسف أن عالمنا اليوم بات يشهد أطفالا صغارًا اضطرتهم الحروب والظروف الاقتصادية لسلك ضروب الهجرة، وباتت أبدانهم الصغيرة لا تتحمل العبء الثقيل للصراعات”.
واستطردت “قضية اللجوء تعتبر حاليا أهم مادة في الأجندة الدولية، فالمجاعات، والحروب الداخلية دفعت الآلاف للبحث عن غصون جديدة يتشبثون بها لاستكمال حياتهم، فهجروا ديارهم وبلدانهم”.
وأشارت أردوغان إلى الزيارة التي أجرتها خلال الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول الجاري لمتابعة أوضاع مسلمي الروهنغيا الفارين من مجازر ترتكب بحقهم في ميانمار.
وأفادت أن مسلمي أراكان “محرمون من حقهم في المواطنة، ويواجهون خلال السنوات الأخيرة، مأسي إنسانية كبيرة للغاية، إذ فقد آلاف منهم حياتهم في حملة تطهير عرقي كبيرة بات العالم على أعتابها”
ورصدت أردوغان خلال كلماتها كثيرا من المشاهد التي رأتها خلال زيارتها لبنغلاديش، مشددة على أن “إيجاد حل دائم للأزمة التي تتكرر باستمرار بأراكان مسؤولية إنسانية تقع على عاتقنا جميعًا”.
واستعرضت أردوغان الجهود التي تبذلها تركيا لنصرة مسلمي أركان، بما في ذلك المساعدات الإنسانية التي تقدمها منظمات وهيئات حكومية تركية.
وفي ذات السياق قالت إن “تركيا منذ عام 2012، قدمت ما قيمته 70 مليون دولار مساعدات لمظلومي أراكان، فلا شك أن المجتمع التركي لديه ضمير يفرض عليه تلبية نداء المظلومين بكل بقاع العالم”.
عقيلة الرئيس التركي تابعت حديثها قائلة “تركيا تلبي نداءات المستضعفين ليس في ميانمار وحدها، ولكن في سوريا وإفريقيا، وكافة أنحاء العالم، لتحل في المركز الثاني عالميا من حيث أكثر الدول تقديما للمساعدات”.
ومنذ 25 أغسطس/آب الماضي، يرتكب جيش ميانمار إبادة جماعية بحق المسلمين الروهنغيا في إقليم أراكان (راخين)، أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين، بحسب ناشطين أراكانيين.
ووفق مصادر أممية، نزح من المسلمين الروهنغيا إلى بنغلاديش نحو 400 ألف شخص؛ بينهم 220 ألف طفل دون 18سنة.
وفي سياق آخر عن اللاجئين الذين تستضيفهم تركيا على أراضيها قالت أردوغان “هناك أعداد كبيرة من اللاجئين بتركيا، حتى إن عددهم في مخيم كيليس (جنوبي تركيا) يفوق أعداد سكان المدينة الأصليين”.
وتابعت “ولا شك أننا مدينيين لجذورنا الحضارية، بقدرتنا على الجمع بين هذه الثقافات المختلفة (في إشارة للاجين) في مكان واحد”.
وقبل أيام أشار وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إلى أن بلاده أنفقت ما يقرب من 30 مليار دولار على اللاجئين السوريين منذ بدء الأزمة في بلادهم قبل 6 سنوات.
وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن تركيا تستضيف نحو 3 ملايين لاجئ سوري، وهي في الوقت ذاته أكبر مستقبل للاجئين حول العالم.