منوعات

حكاية “غورغن” وساعات “دولمه بهتشه” التاريخية في اسطنبول

منذ أكثر من نصف قرن، تمضي حياة الحرفي التركي رجب غورغن، على وقع عقارب الساعات الميكانيكية التاريخية بقصر “دولمه باغجه” بمدينة إسطنبول، إذ يعيد إليها الحياة عقب تعطّلها

رحلة حياة يقضيها الرجل على إيقاع إصلاح وصيانة تلك الساعات التي يحتضنها القصر، الواقع في منطقة بشيكطاش بالشطر الأوروبي للمدينة التركية.

الساعات الميكانيكية، التي يعود تاريخ تصنيعها إلى ما قبل 100 إلى 200 عام، يتم الاحتفاظ بها في مستودعات خاصة، وتُعرض بين الحين والآخر في متحف الساعات بقصر “دولمه باغجه”، إثر عملية تنظيف وصيانة يُشرف عليها غورغن، صاحب الخبرات والتجارب بالمجال.

وقصر “دولمه باغجه”، كان بمثابة المركز الإداري الرئيسي للإمبراطورية العثمانية منذ 1856 حتى 1922، ويربط بين منطقتي “قاباطاش” و”باشيكطاش” المطلتين على مضيق البوسفور بإسطنبول.

أما حكاية غورغن مع الساعات، فيرويها بنفسه، قائلا إنه نشأ لدى حرفي ألماني الأصل يدعى وولفغانغ ماير، والأخير يعتبر “آخر ساعاتي” في القصر إبان العهد العثماني.

كما أشرف ماير، مع فريق عمله على صيانة ساعات “دولمه باغجه” الميكانيكية خلال فترة استمرت نحو 8 أعوام، لتُعرض لاحقًا (2004) بالمتحف المذكور.

وعن ماير، تعلّم غورغن، أصول إصلاح وصيانة الساعات، يحرص بدوره على نقل خبراته بالمجال إلى حرفيين وخبراء آخرين، تمهيدا لتسليمهم مشعل عمل يتطلّب الكثير من الموهبة والكفاءة.

ويستمدّ عمل غورغن، خصوصيته مما يتطلّبه التعامل مع الساعات الميكانيكية تعود إلى القرون الـ17 والـ18 والـ19 الميلادية، من خبرة وإلمام واسعين بهذا الطراز القديم من الساعات، وبطرق إصلاحها.

وفي حديثه للأناضول، قال غورغن، إن رحلته مع الساعات بدأت عندما كان في سنّ الـ13، حيث كان يرافق خاله الذي يعمل بذات المجال.

وفي وقت لاحق، تعرّف على الحرفي الألماني، ماير، والذي كان “ساعاتي” القصر في عهد السلطان عبد الحميد الثاني.

وأشار الحرفي التركي إلى أنه بدأ تدريجيًا في صيانة وتصليح الساعات الميكانيكية بقصر “دولمه باغجه”، في 1966، وتوظف في القصر 1997، ليتابع، منذ ذلك الحين، عمله الذي يتطلّب دقّة ومهارة عاليتين.

وأضاف “أعمل في مجال الساعات الميكانيكية منذ 57 عامًا، وهي حرفة تتطلب الدقة والتحلي بالأخلاق الحميدة، فضلًا عن الصبر.. هذا ما تعلّمته من الحرفيين السابقين، ونحن نعمل حاليا في هذا القصر الذي هو ملك للجميع”.

وأكّد الحرفي أنه لم يُدرّب الشباب العاملين لديه، في البداية، على الساعات التاريخية الموجودة بالقصر العثماني، وإنما قام بتزويدهم بالمعلومات والخبرات اللازمة في ورشته بالخارج، خشية إلحاق الضرر بالساعات.

وقال إنه يسمح للعاملين معه بالعمل في صيانة وتصليح الساعات الميكانيكية بالقصر، عندما تتوفر لهم القدرة على ذلك بالفعل، لأن هذه الساعات قيّمة ويجب الحذر عند العمل عليها، إذ لا يمكن تلافي الخطأ في مجالنا حال وقوعه.

ولفت الحرفي التركي أن متحف الساعات التاريخية بقصر “دولمه باغجه”، يضم في الوقت الراهن 63 ساعة بالغة الأهمية، ويتكون من 3 أقسام، يتم عرض الساعات الفرنسية في القسم الأول، والبريطانية في الثاني، والتركية في الثالث.

وتابع موضحًا “هناك ميزة مهمة في الساعات التركية الموجودة بالمتحف، فهي فريدة من نوعها ولا يوجد مثيل لها في العالم، وهي متناسقة مع فرش وأثاث القصر، من حيث الحجم والتصميم، وكلها تعمل بشكل سليم حاليًا”.

الاناضول

أحدث الأخبار

هاكان فيدان: تركيا محور الوساطة الدولية وحل النزاعات بالطرق السلمية

شارك وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في "ورشة عمل الوساطة من أجل السلام الدولي"، حيث…

29/11/2024

تركيا.. عصابة حديثي الولادة في قفص الاتهام واعترافات تهز أركان القضية

تستمر قضية "عصابة حديثي الولادة"، التي أثارت الرأي العام التركي، في الكشف عن تفاصيل صادمة.…

28/11/2024

تحذير هام من المديرية العامة للأمن في تركيا

حذرت المديرية العامة للأمن في تركيا المواطنين من محاولات احتيال إلكترونية تُستخدم فيها اسم مدير…

28/11/2024

محكمة تركية تعفي أباً قتل ابنه من العقوبة… إليك السبب

في ولاية كوجالي بتركيا، قررت المحكمة عدم معاقبة الأب "شاكير ش." بعد قتله لابنه المدمن…

28/11/2024

أول تعليق تركي على عملية “ردع العدوان”

أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها تراقب عن كثب التحركات الأخيرة لفصائل المعارضة في شمال سوريا…

28/11/2024

مشاركة لبطلة “شراب التوت” تُقلق المتابعين: قد أحتاج إلى عملية جراحية

لفتت الممثلة الشهيرة شبنم دونماز، التي اشتهرت بدورها في مسلسل "شراب التوت"، الانتباه بمنشور لها…

28/11/2024