أعربت “هيئة كبار العلماء” في السعودية عن تأييدها لكل ما يراه ولاة الأمر في المملكة مصلحة للبلاد والعباد، وذلك في أول تعليق منها على الأمر الملكي القاضي بالسماح للنساء بقيادة السيارات لأول مرة في تاريخ المملكة.
وقالت الهيئة في تغريدة عبر حسابها الرسمي على “تويتر” معقبة على الأمر الملكي الصادر مساء الثلاثاء: “المملكة العربية السعودية تأسست على الكتاب والسنة، ونحن مع ولاة أمرنا في كل ما يرونه مصلحة للبلاد والعباد، وهذا مقتضى البيعة الشرعية”.
وأضافت في تغريدة ثانية: “حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الذي يتوخى مصلحة بلاده وشعبه في ضوء ما تقرره الشريعة الإسلامية”.
وكان الأمر الملكي المذكور تضمن إشارة إلى أنه صدر بناءً على “ما رآه أغلبية أعضاء هيئة كبار العلماء” بشأن قيادة المرأة للمركبة، وهو أن “الحكم الشرعي في ذلك هو من حيث الأصل الإباحة، وأن مرئيات من تحفظ عليه تنصب على اعتبارات تتعلق بسد الذرائع المحتملة التي لا تصل ليقين ولا غلبة ظن”.
ومساء الثلاثاء أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بالسماح للنساء بقيادة السيارات في المملكة.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” إن الملك سلمان أصدر أمرا بتشكيل لجنة على مستوى عال من الوزارات سترفع توصياتها خلال 30 يوما، ثم تطبيق القرار بحلول يونيو/حزيران 2018.
وبهذا القرار ينتهي وضع السعودية باعتبارها الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر قيادة المرأة للسيارة.
وكانت السعودية واجهت انتقادات واسعة بسبب منع المرأة من قيادة السيارة رغم التحسن التدريجي في بعض قضايا المرأة في السنوات الأخيرة، وأهداف الحكومة الطموحة لتعزيز دورها في الحياة العامة لاسيما باعتبارها جزءا من قوة العمل.
وتوالت خلال الساعات الماضية ردود الفعل الإيجابية سريعا من داخل المملكة ومن أنحاء العالم المرحبة بقرار السماح للمراة بقيادة السيارة.
فقد رحبت وزارة الخارجية الأمريكية بالقرار باعتباره “خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح”.
وقال البيت الأبيض في بيان منفصل إن الرئيس دونالد ترامب أشاد بالقرار.
وجاء في البيان: “هذه خطوة إيجابية صوب دعم حقوق وفرص النساء في السعودية (…) سنواصل دعم السعودية في جهودها الرامية إلى تعزيز أركان المجتمع السعودي والاقتصاد من خلال إصلاحات كهذه وتطبيق الرؤية السعودية 2030”.
كذلك، رحبت “هيئة الأمم المتحدة للمرأة” بالقرار ذاته. وحسب الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة على “تويتر”، وصفت الهيئة الخطوة بأنها “مهمة في مساهمات المملكة في مجال تمكين المرأة”.
وعلى مدى أكثر من 25 عاما قامت ناشطات سعوديات بحملات من أجل السماح للمرأة بالقيادة وشمل ذلك تحدي الحظر بالقيادة في الشوارع وتقديم التماسات للملك ونشر تسجيلات مصورة لأنفسهن على وسائل التواصل الاجتماعي وهن يقدن سيارات.