باكستان: علاقتنا بتركيا تفوق الشراكة والصداقة

قال السفير الباكستاني في تركيا، محمد سيروس سجاد غازي، إن “الكلمات لا تكفي لوصف العلاقات التركية الباكستانية، التي تتمتع بأهمية تفوق الشراكة والصداقة”.

بعد نحو أسبوعين من تسليم أوراق اعتماده إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أضاف سجاد غازي، في مقابلة مع الأناضول، أن “تركيا هي أكثر دولة تحزن عندما تتعرض باكستان لأي مكروه، كما أن الباكستانيين هم أكثر الشعوب فرحا بالتطورات الجميلة عند الأتراك”.

وأوضح أنه يسعى إلى “تطوير العلاقات الشاملة والغنية والقوية، لتعود بفائدة أكبر على الدولتين وشعبيهما خلال المرحلة المقبلة”.

** مشروعات دفاعية

وفيما يخص التعاون العسكري، قال السفير الباكستاني: “توجد شراكة وثيقة بين البلدين في هذا المجال، حيث يحرص المسؤولون العسكريون على إجراء زيارات منتظمة”.

ولفت إلى أن بلاده “تتعاون مع تركيا في العديد من المشروعات الدفاعية، حيث يتم في تركيا تصنيع أكبر سفينة إمداد لصالح الأسطول الباكستاني، فيما اشترت أنقرة 52 طائرة تدريب أولي من إسلام آباد”.

وأردف قائلا إن باكستان “تعتزم شراء سفينة حربية من تركيا خلال المرحلة القادمة، ولا توجد حدود للتعاون العسكري الراهن بين البلدين”.

ووصف سجاد غازي قطاع الصناعات الدفاعية في تركيا بأنه “مؤّثر ومتطوّر جدا، مثلما هو الحال في باكستان.. وتوجد إمكانات كبيرة للتعاون بين البلدين في هذا المجال”.

** الاستثمارات التركية

على الصعيد الاقتصادي، تحدث السفير الباكستاني في أنقرة عن “مساعٍ مشتركة لزيادة حجم التبادل التجاري، وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، اللذين أوشكا على إكمال مباحثات توقيع اتفاقية للتجارة الحرة بينهما”.

وتابع أن “عدد المستثمرين الأتراك في باكستان زاد خلال الأعوام الأخيرة، وخاصة في قطاع الطاقة، وهذا دليل قوي على العلاقات المتنامية بين البلدين”.

ومضى قائلا: “نأمل أن تحظى الشركات التركية بمزيد من الفرص الاستثمارية في المدن الباكستانية، لتنفيذ مشروعات مختلفة وجني المزيد من الأرباح؛ فباكستان دولة صديقة للمستثمرين”.

** منظمة “غولن” الإرهابية

وتطرق السفير الباكستاني إلى أنشطة منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية في الأراضي الباكستانية، مشدّدا على أن “أعداء تركيا هم أيضا أعداء بالنسبة لباكستان، التي تتابع مستجدات هذا الأمر عن كثب”.

وندد سجاد غازي بـ”مجازر الإبادة الجماعية”، التي يرتكبها جيش ميانمار ومليشيات بوذية، بحق أقلية “الروهنغيا” المسلمة في إقليم أراكان (غرب).

وأشاد بـ”الدور القيادي الذي تلعبه تركيا ورئيسها في إغاثة الروهنغيا المضطهدين”.

** “خيبة أمل كبيرة”

وحول الاتهامات الأمريكية لبلاده بشأن جارتها أفغانستان، قال السفير الباكستاني، إنها تمثل “خيبة أمل كبيرة”.

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 22 أغسطس/ آب الماضي، عن استراتيجية جديدة بشأن أفغانستان، تقوم على توسيع صلاحيات القيادات العسكرية الأمريكية، واستمرار مهمة واشنطن العسكرية إلى حين “تحسن الظروف الأمنية”، دون تحديد جدول زمني للانسحاب.

واتهم ترامب باكستان بـ”إيواء مجرمين وإرهابيين يزعزعون أمن أفغانستان”، مشددا على أن إسلام آباد “قد تخسر الكثير إذا استمر هذا الوضع”.

ونفت باكستان صحة هذا الاتهام، وقالت إنه “لا توجد دولة في العالم عانت أكثر من باكستان من كارثة الإرهاب”.

وشدد سجاد غازي على أن “الحل العسكري لا يكفي لحل الأزمة الأفغانية، فهناك أيضا حاجة للحل السياسي”.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.