روسيا: تركيا وإيران تلعبان دورا رئيسا لاستقرار الأوضاع في سوريا والعراق

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن تركيا وإيران تلعبان دوراً رئيسياً لضمان استقرار الأوضاع في سوريا والعراق، فيما اعتبر أن زيارة الملك السعودي المزمعة غداً الخميس، إلى موسكو “انعطافة حقيقية” في علاقات البلدين.

وأكد لافروف في حوار أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط، ونشرته اليوم، أن “روسيا تولي أهمية كبرى للتعاون مع تركيا وإيران في إطار تسوية الأزمة السورية، ومساعدة بغداد على مواجهة التهديدات الإرهابية الصادرة عن تنظيم داعش”.

وأضاف “نعتقد أن الجهود المشتركة بين روسيا وتركيا وإيران قد نجحت في تغيير الأوضاع في سوريا على نحو أفضل، ودمّرت مراكز مقاومة داعش وجبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وغيرهما من الجماعات الإرهابية، وكفلت الظروف اللازمة لإجراء حوار واسع وبناء بين الأطراف السورية المعنية، حول مستقبل النظام السياسي في البلاد”.

وضرب الوزير الروسي مثالا عن هذا التعاون بقوله “ومن أحدث الأمثلة على التفاعل المثمر والوثيق بين الدول الثلاث، اتفاقيات الاجتماع الدولي السادس بشأن التسوية السورية الذي عقد في أستانة في 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، وسبل تثبيت منطقة خفض التصعيد في إدلب”.

ولفت إلى أنه “تم إيجاد الظروف الضرورية الرامية إلى إنهاء الحرب بين الأشقاء في سوريا، والقضاء التام على الإرهابيين، وعودة الشعب السوري إلى الحياة السلمية”.

فيما شدد على أن “الخطوات المتخذة بالتنسيق مع أنقرة وطهران، تهدف إلى الحفاظ على وقف الأعمال القتالية في سوريا، وتعزيزه، والمساعدة على تسوية النزاع بالوسائل السياسية”.

الوزير الروسي استشهد بالتعاون التركي الروسي، مبينا “خلال المفاوضات بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي (رجب طيب أردوغان) في 28 سبتمبر، نوقشت هذه الأمور”.

وأوضح أن الزعيمين “أكدا التزامهما بالتمسك باتفاقيات أستانة، ومواصلة التعاون الوثيق بين وزارات الخارجية المعنية، فضلاً عن المؤسسات العسكرية والاستخباراتية، بغية تعميق تنسيق الإجراءات المشتركة الرامية إلى تسوية الأزمة السورية وحل المشكلات الإقليمية ذات الصلة”.

وأيضاً في الشأن السوري، اعتبر لافروف أن “الأطراف المعنية (النظام والمعارضة) اتفقت على أنه لا بديل عن التسوية السياسية والدبلوماسية تحت رعاية الأمم المتحدة، وأعربت عن التزامها بوقف إطلاق النار”.

وأكد أن التسوية يجب أن تكون “على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 عبر الحوار الشامل بين السوريين”، منوها بما وصفه “أهمية الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتشكيل وفد المعارضة السورية الذي قد يصبح شريكاً منصفاً لوفد الحكومة السورية في المحادثات التي تجرى برعاية الأمم المتحدة في جنيف”.

ووجه لافروف كذلك انتقادات للتحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، بقيادة الولايات المتحدة، مشيراً أنه “يجري اتباع معايير مزدوجة”، في تصنيف الإرهابيين.

كما اعتبر أن “نشاطات القوات التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا تثير كثيراً من التساؤلات”، لافتا إلى أن “التراجع في سيطرة داعش يعود للعمليات العسكرية الروسية بالتعاون مع قوات النظام”.

وفيما يتعلق بزيارة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى روسيا، قال لافروف “نحن على قناعة بأن هذا الحدث الذي يمثل انعطافة حقيقية في علاقاتنا، سينتقل بالتعاون بيننا إلى مستوى جديد تماماً”.

وأضاف أن الزيارة “ستحقق مساهمة عميقة الفائدة في استقرار منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

 الاناضول
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.