أكدت وثيقة أميركية ظهرت مؤخرا أن كمال باتماز أحد أبرز مدبري محاولة الانقلاب التي جرت في 15 تموز / يوليو، حل ضيفا في منزل زعيم تنظيم “غولن” الإرهابي فتح الله غولن في الولايات المتحدة قبل ستة أشهر ونصف الشهر من محاولة الإطاحة بحكومة أردوغان.
وقد تم العثور على تسجيلات لباتماز وعادل أوكسوز، وهما مدنيان يعتقد أنهما قد وجها جنود المنظمة الإرهابية ليلة الانقلاب، مسجلة من قبل كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة فى الأسطول الـ 143 لقاعدة أكينجى الجوية، مركز قيادة الجنود الانقلابيين، ليلة 15 يوليو.
وطبقا للوثيقة الرسمية المختومة في 1 يناير/كانون الثاني 2016 والتي نشرها الكاتب في صحيفة “حريت” اليومية “سعدات إرغين”، قال باتماز للمسؤولين الأمريكيين الذين استجوبوه في مطار نيوآرك في ولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة أنه “سيبقى مع الإمام فتح الله غولن في ولاية بنسلفانيا” خلال زيارته للبلاد.
وكانت زيارات باتماز المتكررة للبلاد قد أثارت شكوكا بين ضباط الجمارك وحرس الحدود التابعين لوزارة الأمن الداخلي فى مراقبة جوازات السفر، ما دفع أحد المسئولين لتوقيفه لإجراء مقابلة مفصلة للتساؤل عن نواياه فى الحضور إلى الولايات المتحدة.
الوثيقة المنشورة هي ملخص لمقابلته التي سجلتها السلطات في المطار.
هذه الوثيقة، التي أرسلتها وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إلى الإدارة العامة التركية للأمن في 8 سبتمبر / أيلول 2017، وسلمت كدليل للمحكمة الجنائية العليا، هي واحدة من أهم الأدلة التي تربطه مباشرة بمحاولة الانقلاب مع غولن.
ويظهر التسجيل أيضا أن باتماز توقف في المملكة المتحدة قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة في 1 يناير 2016، وهو أمر مهم مفقود في مشروع قرار الاتهام الصادر في قضية قاعدة أكنجي الجوية. وجاء في لائحة الاتهام فقط أن باتماز غادر من اسطنبول للذهاب إلى المملكة المتحدة، لكن وفقا لقرار الاتهام، فإن أوكسوز، وهو شخصية رئيسية أخرى في محاولة الانقلاب، ذهب أيضا إلى المملكة المتحدة في اليوم السابق الذي ذهب فيه باتماز إليها، مما يثير الشكوك بأنه أيضا انتقل إلى الولايات المتحدة عبر المملكة المتحدة.
وثيقة المطار مهمة أيضا لأنها تدحض تصريح باتماز الذي قدمه بعد القبض عليه، وأكد أنه لا يعرف فتح الله غولن.
إذ قال باتماز لمكتب المدعي العام في 18 أكتوبر / تشرين الأول 2016 إنه لا يعرف غولن شخصيا، ولكنه يعرفه من وسائل الإعلام.
وقال باتماز آنذاك “لقد بدأت رؤية تنظيم فتح الله غولن كمنظمة إرهابية مع نهاية عام 2014 وبداية عام 2015، لذلك فإن فتح الله غولن هو إرهابي وزعيم منظمة إرهابية في نظري “.
في الماضي، كان باتماز قد عمل في شركات مملوكة لمنظمة غولن الإرهابية، ولكن أعلن فيما بعد أنه غادر “كيناك هولدينغ”، التي يعتقد أن لها صلات مع التنظيم الإرهابي.
وقد شوهد معظم أعضاء منظمة “غولن” الهاربين في الولايات المتحدة، في حين يعتقد أن اثنين من المدعين العامين البارزين المرتبطين بالمجموعة موجودان في ألمانيا.
وذكرت وسائل إعلام تركية إن زكريا أوز وجلال كارا اللذان كانا وراء عدة محاكمات زائفة لسجن منتقديهما فى مدينة فرايبورغ الألمانية.
واتهمت منظمة “غولن” الإرهابية بالتآمر ضد الدولة، والتنصت على الآلاف من الناس بما في ذلك مسؤولين حكوميين. وقد وصفت المنظمة بأنها تهديدا ضد الأمن القومي للبلاد.