قال إلهان صويلو عضو مجلس إدارة غرفة تجارة مدينة إسطنبول، إن قطاع الدراما التركي يتقدم سنويا بخطى كبيرة، موضحًا أنه لن يستغرب حال تحقيقه عائدات بقيمة ملياري دولار أمريكي بحلول عام 2023.
وعلى مدار العقد الأخير، اكتسحت تركيا أسواق الدراما في العالم، ما أهلّها لتكون ثاني بلد مُصدّر للمسلسلات والأعمال التلفزيونية بعد الولايات المتّحدة الأمريكية.
جاء ذلك في مقابلة أجراها صويلو مع الأناضول، على هامش مشاركته في الدورة الـ 33 لمعرض “ميبكوم” المخصص للإنتاج السمعي والبصري الدولي بمدينة كان الفرنسية.
ويعتبر معرض “ميبكوم” الذي انطلق الإثنين الماضي (16 أكتوبر/تشرين أول الجاري)، من أهمّ الأحداث التي تجمع المتخصّصين في قطاع الإعلام والترفيه، ويهدف لتعزيز فرص التعاون الفني بين الدول، واكتشاف قنوات جديدة لإطلاق وتطوير المشاريع.
وأوضح صويلو أن قطاع الدراما التركي عازم على رفع حصّته من السوق العالمية، عبر زيادة إيراداته المقدرة سنويا بنحو 350 مليون دولار لتتجاوز حاجز الملياري دولار بحلول عام 2023.
تجدر الإشارة أن عام 2023 يصادف الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، وقد وضعت أنقرة سلسلة من الأهداف لتحقيقها بحلول هذا العام من بينها أن تصبح ضمن أكبر 10 اقتصادات على مستوى العالم.
وأضاف صويلو في ذات السياق “تركيا باتت واحدة من أبرز الدول نشاطا في معارض الإعلام والتلفزيون على مستوى العالم، وأصبح حضور عدة دول عريقة في مجال الدراما، محدودا جدا مقارنة مع الفعاليات التي ننظمها دوريا في هذا القطاع”.
وأشار صويلو إلى كثافة الإعلانات التركية المنتشرة في معرض “ميبكوم”، وبطول الشوارع المحيطة به، إلى جانب اهتمام كثير من الفنادق بالترويج للأعمال التركية.
وتابع، “تجاوزت إعلانات الأعمال التركية 50 بالمئة من أجمالي المنتجات في المعرض وخارجه، وهذه الأماكن تخضع لمبدأ الانتقائية ويصعب الوصول إليها بالنسبة للغالبية العظمى من المشاركين”.
الدراما التركية وطموحات بلا حدود
صويلو أوضح أيضا أن تركيا “عازمة على زيادة عدد فعالياتها خلال المرحلة المقبلة داخل البلاد وخارجها؛ حتى يتسنى لها الوصول إلى أعلى نقطة في أسواق الدراما التلفزيونية”.
وأضاف قائلا: “تركيا تمتلك عددًا من الحكايات والمحتويات الجميلة، وقادرة على تقديمها في أفضل صورة لمختلف شعوب العالم”.
وأشار عضو غرفة تجارة إسطنبول أن “المسلسلات التركية لا زالت تحتفظ بحيويتها في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط ، حيث تتربع على قمة مستورديها”.
أمريكا الجنوبية تطلب الدراما التركية
ولفت صويلو أن المسلسلات التركية حققت نجاحا كبيرا وتمكنت مؤخرا من جذب ملايين المشاهدين في دول البلقان وأمريكا الجنوبية، ودخلت على خط المنافسة في روسيا ومناطق أخرى من العالم.
وأوضح وصول عروض كثيرة من تلك المناطق، وعلى رأسها دول أمريكا الجنوبية؛ من أجل التعاقد على مسلسلات جديدة، وانتاج أعمال مع شركات انتاج محلية.
تجدر الإشارة أن الفضل يرجع إلى قطاع الدراما، في الترويج السياحي لتركيا بشكل ملحوظ في دول أمريكا الجنوبية، وإقبال الآلاف من سكان القارة على تعلم اللغة التركية.
أهداف تصطدم بتحديات
وعن مستقبل الدراما التركية، أوضح صويلو أنه لا يتحفظ على هدف الـ”ملياري دولار”؛ نظرا لإمكانات هذا المجال، والنقلة النوعية التي حققها عبر قفزه من الصفر تقريبا على مستوى العائدات إلى إيرادات بـ 350 مليون دولار في غضون فترة قصيرة.
ويتوقع كثير من القائمين على هذه الصناعة في تركيا، تجاوز هذا الرقم، حال تلقّى الدعم عبر تسهيل القانونية والمالية، بحسب صويلو.
ويأمل المنتجون الأتراك تبسيط الإجراءات الإدارية في بلدهم أو التخفيض في كلفة التصوير في إسطنبول، المدينة التي تحتضن مواقع تصوير السواد الأعظم من المسلسلات التركية المصدّرة للخارج.
صويلو أعرب أيضا عن جاهزية منتجين أتراك للدخول إلى أسواق جديدة لاسيما في شرق آسيا وجنوبها، حيث من المنتظر أن يشارك وفد تركي في “منتدى تلفزيون آسيا” (Asia TV Forum) الذي سيعقد في 28 نوفمبر/ تشرين ثانٍ المقبل.
جدير بالذكر، أن تركيا تصدر مسلسلاتها إلى 102 دولة حول العالم.