أشاد الأمين العام لجمعية الصداقة التركية الكورية، لي هي سو، ببسالة وأخلاق الجنود الأتراك خلال الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953، ومساعدتهم لسيؤول على نيل سيادتها.
جاء ذلك في حديث خاص أدلى به “لي هي”، الذي يشغل منصب عضو الهيئة التدريسية بقسم الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) بجامعة هانيانغ في العاصمة سيؤول، مع مراسل الأناضول حول المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا والتوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وفي 25 يونيو/حزيران 1950 هاجمت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية، وتوسع نطاق الحرب فيما بعد عندما تدخلت الأمم المتحدة، وأرسلت 16 دولة من ضمنها تركيا قواتها، وانتهت الحرب بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 يوليو/تموز 1953، دون توقيع معاهدة سلام دائمة بين الكوريتين.
وقال “لي هي”، المختص في التاريخ الإسلامي: “لن ننسى بسالة الجنود الأتراك في نيل كوريا الجنوبية لسيادتها. التضحيات التي قدمها الجنود الأتراك سنعلمها للأجيال القادمة”.
ولفت إلى أن 15 ألف جندي تركي ساعدوا كوريا الجنوبية في حربها مع جارتها الشمالية .
وأكد أنّ الأتراك يأتون على رأس قائمة الشعوب التي يحبها الكوريون الجنوبيون، وأن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين يبلغ عمرها 60 عاما.
كما أثنى الأمين العام لجمعية الصداقة التركية الكورية بأخلاق الجنود الأتراك في كوريا الجنوبية، على خلاف تصرفات جنود الولايات المتحدة، نافيا تسجيل أي حادثة غير أخلاقية للجنود الأتراك في كوريا الجنوبية خلال الحرب الكورية.
وقال: “من غير الممكن أن نجد مثيلا لهذا السلوك الإنساني في التاريخ من حيث إرسال دولة لجنودها إلى دولة أخرى”.
وذكر البروفسور “لي هي” أنّ أخلاق الجنود الأتراك، دفعت الكثير من الكوريين لدخول الإسلام؛ ليكونوا أول كوريين مسلمين حسب الوثائق.
و بين وجود “رابط أخوة بالدم” بين الكوريين والأتراك، مشددا على ضرورة العمل من أجل تقوية هذا الرابط من الناحية العملية، وتلقينها للأجيال القادمة.
وحول العلاقات الاقتصادية والثقافية بين تركيا، وكوريا الجنوبية، أشار “لي هي” إلى وجود 21 رحلة سياحية مباشرة في البلدين أسبوعيا.
واعتبر أن ارتباط البلدين برحلات جوية مكثفة لهذا الحد رغم البعد الجغرافي بينهما هو مثال على رابط الصداقة بين البلدين والشعبين.
وأوضح أن نحو 300 ألف سائح كوري زاروا تركيا العام الماضي، مضيفا: “السياح الكوريين يفضلون تركيا لغناها الثقافي والطبيعي ومأكولاتها، والأهم شعبها المضياف”.
ولفت إلى أن اهتمام شباب تركيا وكوريا الجنوبية بثقافة ولغة الأخر في تزايد، وبهذه الطريقة تتعزز جسور الصداقة بين الشعبين.
وشدد على أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين تركيا وكوريا الجنوبية لديها امكانات كبيرة، مضيفا: “تركيا التي يشار إليها كنموذج للاستقرار الاقتصادي في منطقتها، تواصل جذب اهتمام المستثمرين الكوريين”.
وبخصوص محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذتها منظمة “غولن” الإرهابية في مدينتي إسطنبول وأنقرة، منتصف يوليو/تموز 2016، قال “لي هي” إن “التمرد على حكومة شرعية منتخبة في بلد ديمقراطي بالقرن الواحد والعشرين، وقصب البرلمان وقتل مئات المدنيين الأبرياء، أمر لا يمكن قبول بتاتا”.
وأضاف أن القوى الخارجية ما تزال تدير أنشطتها التي بدأتها منذ تأسيس الدولة العثمانية، والمتمثلة في تقسيم وتفتيت الأتراك.
وتطرق الأمين العام لجمعية الصداقة التركية الكورية إلى التوتر بين بلاده وكوريا الشمالية؛ حيث أكد أن شعوب المنطقة لا تريد أن تعيش حربا مرة أخرى.
وأضاف: “خلال الحرب الكورية قتل مليونين من شعبنا، وتفرق أكثر من 10 ملايين شخص؛ لذا لا نريد أن نعيش مأساة مماثلة”.
وأعرب عن انزعاجه من الخطابات العدائية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الأزمة النووية في شبه الجزيرة الكورية.
الاناضول