اشتهرت كوسوفو بتصدير زهرة “الزعفران”، التي تتمتع بأهمية كبيرة في الغذاء والعلاج والتجميل، إلى الدول الأوروبية إبّان العهد العثماني، حيث كانت على قائمة النباتات الأكثر تصديرًا في البلاد آنذاك.
وتتميز زهرة “الزعفران” بارتفاع سعرها، واستخداماتها بمجالات متنوعة، من بينها إضفاء لون برتقالي أو أصفر على الطعام، إذ تستطيع تلوين كمية من السائل تعادل 100 ألف مرة من وزنها.
وتتم زراعة “الزعفران” في تربة ومناخ مناسبين بحلول فصل الصيف من كل عام، فيما يبدأ الحصاد في الخريف، ويُوصف لدى الرأي العام في كوسوفو بأنه “أغلى من الذهب”، وذلك بسبب أسعاره المرتفعة.
المواطن الكوسوفي “فوزي صوكولي”، تحدّث عن أنشطته في زراعة وإنتاج زهرة “الزعفران”، المعروفة أيضًا بالـ”الذهب الأحمر”، في مدينة بودوييفو شمال شرقي البلاد.
وأشار صوكولي أن هذه الزهرة القيّمة تعدّ من مصادر الدخل الهامة بالنسبة لمواطني بلاده، وكانت تتمتع بأهمية كبيرة أيضًا في عهد الدولة العثمانية، وتأتي على قائمة النباتات المُصدّرة إلى الدول الأوروبية.
زهرة “الزعفران”، بحسب صوكولوي، هي تقليد رائج منذ قرون في كوسوفو، ويسعى المُنتجون في الوقت الراهن إلى إعادة إحيائها وتصديرها إلى بلدان مختلفة حول العالم.
وأضاف: “حصلنا على معلومات من متخصصين بريطانيين وأمريكيين تُفيد بأن كوسوفو كانت تُصدّر الزعفران والحرير إلى الدول الأوروبية في القرن الخامس عشر، أي في عهد الدولة العثمانية”.
وأوضح أن هذه الزهرة المُفيدة للصحة، يتم إنتاجها على مساحة 10 هكتارات في عموم كوسوفو، وأنه يملك لوحده هكتارين منها، مبينًا أن الهكتار الواحد يستوعب 500 ألف بذرة، وعادة ما تكون الأراضي مرتفعة نحو 600 متر عن سطح البحر، بحسب قوله.
صوكولي، أشار أن زهرة “الزعفران”، تتكون من أوراق بنفسجية، وبداخلها ألياف حمراء تُسمى “ستيغما”، وتُستخدم بشكل خاص في الطعام وصناعة العطور والتنظيف.
من جهته، قال “أربر غرليجا”، شريك صوكولي، إنهم يعملون على تغليف “الزعفران” بعد حصاده من الحقل، بآلية خاصة محكمة الإغلاق لا تسرب الهواء.
وأوضح غرليجا أنهم يحرصون على إنتاج “زعفران” من درجة أولى، حيث تتم 70 في المئة من عملية الإنتاج والتحضير بالأيادي، وتتمتع منتجاتهم بجودة ونظافة عالية وتلقى اهتمام المستهلكين.
ولفت المواطن الكوسوفي أن إنتاج غرام واحد من “الزعفران” الجاهز للاستخدام، يحتاج بين 150 و 180 زهرة، مبينًا ان هذه النبتة تحول دون الإصابة بنحو 600 مرض وتُعطي 175 فائدة إيجابية للجسم عند استهلاكها.
وفيما يتعلق بالأسعار، قال غرليجا إنها “تختلف بحسب النوعية والجودة، وتتراوح في فرنسا ما بين 50 و60 يورو للغرام الواحد، وقد شاهدنا أسعارًا تصل إلى 250 يورو، وهناك أيضًا من يبيعها بـ 35 أو 65 يورو”.
وبيّن غرليجا أنهم يركّزون بشكل خاص على تصدير “الزعفران” إلى دول أوروبا وآسيا، ويُنافسهم في إنتاجها وتصديرها مزارعو فرنسا وإيطاليا واليونان وإيران.
الاناضول