كواليس اعتقال الأمير الوليد بن طلال بحسب الصحف التركية

تفاعلت الصحف ووسائل الإعلام التركية مع ما يجري في السعودية من عمليات اعتقال وإيقاف لعدد من رجال الأعمال والمسؤولين في البلاد في واحدة من أكبر الأزمات التي تعيشها المملكة منذ سنوات طويلة.

وتناولت معظم الصحف خبر احتجاز الملياردير السعودي الوليد بن طلال والذي يحظى بشهرة كبيرة داخل تركيا.

ونشرت صحيفة حرييت، أبرز الصحف التركية، تقريراً مطولاً حول الأزمة حمل عنوان “عاشق مدينة بودروم في السجن”، في إشارة لخبر احتجاز رجل الأعمال السعودي الملياردير الوليد بن طلال والذي زار مؤخراً مدينة بودروم السياحية الواقعة جنوبي تركيا وأنفق ملايين الدولارات وهو ما دفع الصحافة التركية لتسليط الضوء على رحلته في ذلك الوقت.

ورجح الكاتب الشهير مراد يتكن في مقال له نُشر في الصحيفة ذاتها وحمل عنوان “دليل لفهم المملكة العربية السعودية”، أن لا يكون اختيار تاريخ تنفيذ عملية الاعتقالات في السعودية مصادفة، مضيفاً أن الأزمة تزامنت مع عدد من الأحداث الهامة كـ استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من السعودية وزيارة وفد إيراني للبنان، وقصف الحوثيين للرياض بصاروخ أسقطته الدفاعات السعودية قبل سقوطه.

ويضيف يتكن أن أول ردود الفعل على استقالة الحريري جاءت من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ما يؤكد بحسب الكاتب أن الأزمة السعودية ليست أزمة داخلية وحسب بل تم تنفيذها بالاتفاق مع عدة أطراف.

 

الانقلاب الأميركي في السعودية

وركزت صحيفة يني شفق المقربة من النظام التركي، على ما أسمته “الدور الأميركي” في الأزمة، حيث حملت تقاريرها عنوان “الانقلاب الأميركي في الرياض”، مشيرة إلى أن ما يجري داخل المملكة العربية السعودية، جاء تنفيذاً لاتفاق مسبق بين السعودية وأطراف أميركية وإسرائيلية وعدد من دول المنطقة؛ لتعبيد الطريق أمام استفراد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالحكم، حسبما ذكرت الصحيفة.

وحول موقف أنقرة من الأزمة السعودية، قال كاتب عمود الرأي في الصحيفة ذاتها محمد أجيت، أن السلطات التركية تحرص على استمرار العلاقات الطيبة مع السعودية ما يجعلها تراقب ما يجري بحذر شديد في انتظار ما ستسفر عنه الأزمة، مشيراً لصعوبة التنبؤ بموقف ولي العهد السعودي الحالي من حزب العدالة والتنمية التركي ورئيسه رجب طيب أردوغان مما يدفع الأتراك للتأني والاكتفاء بمتابعة التطورات عن بعد على حد تعبيره.

وبينما ركزت صحيفة صباح على تناول أبرز استثمارات الملياردير السعودي الوليد بن طلال، تناولت صحيفة أكشام المكافأة الكبيرة التي أعلنت السلطات السعودية منحها لكل من يقوم بإخبارها بمكان تواجد قادة الحوثيين في اليمن، حيث تراوح مبلغ المكافأة بين 5 إلى 30 مليون دولار، في حين ضمت قائمة المطلوبين أكثر من 40 قائداً حوثياً.

وكان الناطق الرسمي بلسان الرئيس التركي، إبراهيم كالين قد صرح في وقت سابق لقناة محلية أن الاعتقالات التي تقوم بها السلطات السعودية، شأن داخلي، وأن السلطات التركية تنتظر اتضاح الصورة والحصول على تفاصيل حول العملية؛ لتتمكن من تشكيل موقفها من العملية. وقال كالين إن السعودية تمر بعملية تحول كبيرة تدعوهم لانتظار نتائجها مشدداً على قوة العلاقات التي تربط بلاده بالسعودية.

هاف بوست

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.