نظمت جمعية الإرشاد والاصلاح، في العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الخميس، محاضرة للكاتب التركي حسين بكر علي، عن كتابه “نجم الدين أربكان”، الصادر في أبريل/ نيسان الماضي.
وفي كلمة له أمام حولي مئتي شخص في قاعة الجمعية ببيروت، قال الكاتب التركي إن “السياسي والمفكر التركي، نجم الدين أربكان (1926-2011) من الشخصيات الإسلامية المهمة في القرن العشرين”.
وتولى نجم الدين أربكان، ذو التوجهات الإسلامية، رئاسة حزب الرفاه، إضافة إلى رئاسة وزراء تركيا بين 1996و1997.
وفي المحاضرة، التي حملت عنوان “نجم الدين أربكان ودوره في النهضة التركية”، أضاف “بكر علي” أن “الرئيس التركي، رجب الطيب أردوغان (تولى الرئاسة في 28 أغسطس/ آب 2014)، يكمل اليوم المسيرة، التي بدأها أربكان، رغم الخلاف الذي ظهر بالانشقاق الحزبي بينهما”.
واعتبر أن “أربكان كان أكثر الساسة الإسلاميين جرأةً، وأكثرهم مباشرةً في تعاطيه مع إسلاميّته”.
وتابع: “بمجرد دخوله المعترك السياسي أصرّ على أنّه للوصول إلى الأهداف السياسية هناك باب واحد يُطرق وهو المجاهرة بالموقف مهما كان الثمن”.
ومضى قائلاً: “هكذا أخذ عليه تلامذته، حكام اليوم، من رجب طيب أردوغان وعبد الله غول والآخرين، محافظته على خطاب واحد منذ 1970م حتى وفاته”.
وقال الكاتب التركي إن “أربكان يمثل علامة بارزة في الواقع التركي السياسي المعاصر منذ خمسين عاماً، فقد استطاع للمرة الأولى في التاريخ التركي المعاصر أن يأتي بالإسلاميين إلى السلطة في بلد يعد من أعتى قلاع العلمانية”.
ورأى أن “أربكان تفرد عن الحركات الإسلامية المعاصرة في اختيار طريق خاص، فوجد أن الإسلام هو وحده الذي يستطيع أن يجد الحلول لمشكلات تركيا المتجذرة”.
ووصف أربكان بـ”رائد التصنیع الحديث منذ نهاية الخمسینیات (من القرن الماضي)، والجسر الذي نقل الإسلامیین إلى التجربة الديمقراطیة”.
وقال الكاتب التركي إن “أربكان أمن بانتماء تركيا إلى العالم الإسلامي، ودعا إلى إقامة أوثق الصلات بالدول العربية والإسلامية، عبر أمور عدة، بينها تأسيس سوق إسلامية مشتركة”.
وشدد على أنه “من أكثر الساسة الأتراك في حينه مناصرة للقضیة الفلسطینیة، واعتبارها قضیة إسلامیة من خلال الوقوف ضد التوجه الإسرائیلي في الحكومة التركیة”.
وأضاف أن “محاولات الانقلاب التي تعرض لها أربكان وهو في السلطة كانت بسبب توجهه الإسلامي والمعارض للعلاقات مع إسرائيل والغرب”.
وخلص “بكر علي”، في محاضرته، إلى أن “الدرس الذي ينبغي أن نستوعبه من التجربة الأربكانية هو أن الممارسة، التي تتم في ثنايا العملية الديمقراطية، كفيلة بتطوير أفكار الإسلام السياسي وإنضاجها، ومن ثم صعودها سلم الاعتدال بتدرج”.
كما لخص النهضة الأربكانية بتركيا الحديثة في كتاب من 668 صفحة، طبع باللغة العربية، وركز على “الحياة السياسية لأربكان، الذي كان نموذجاً فريداً من المفكرين الجدد الحاملين لهموم الأمة، والواعين بأبعاد الحرب المعلنة تاريخيًا ضد الإسلام”، وفق الكاتب التركي.
الأناضول