يعتمد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على مجموعة صغيرة من المستشارين في إدارة أموره، لكن رجلا في الخمسين من عمره، كان في القلب من كل الأحداث الماضية.
كان هذا الرجل هو وزير السعودية للشؤون الخليجية، ثامر السبهان، المسؤول الحكومي المناهض لإيران، الذي كانت بصمات أصابعه واضحة في استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والتي سرعان ما فشلت قبل أيام، وفق تقرير نشرته وكالة “أسوشييتد برس”.
ويسلط التقرير الضوء على مشهدين مهمين آخرين، حين سافر السبهان في آذار/مارس إلى واشنطن مع محمد بن سلمان الذي عين بعدها في يوليو/تموز وريثًا للعرش. وكانت زيارةً محوريةً من شأنها تعزيز علاقات الرياض مع الرئيس الجديد دونالد ترامب، لكن رحلة لاحقة إلى واشنطن في وقت سابق من هذا الشهر، لم تكن على ما يرام.
بعد أيام من استقالة الحريري التقى السبهان بمسؤولين من وزارة الخارجية والبنتاغون ومجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، ولكن على غير المتوقع مما ظنه السبهان، من ثناء ودعم الأمريكان، تلقّى السبهان توبيخًا قاسيًا منهم، كما ضغطوا عليه لوقف تغريداته الاستفزازية، كما سألوا عمن أعطاه الحق في تقويض استقرار لبنان، في الوقت الذي كانت فيه واشنطن تدعم القوات المسلحة اللبنانية، وتستضيف البلاد أكثر من مليون لاجئ سوري، وفقا لشخص مطلع على نتائج الاجتماع، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.
وفي مشهدٍ آخر، عُين السهبان أول سفير سعودي في العراق منذ أكثر من 25 عاما، ولكن بعد تسعة أشهر فقط من العمل، طالبت الحكومة العراقية باستبداله، بعد أن أثار ضجّة بشأن أن الحكومة رفضت توفير حماية أفضل له، مدعيًا أنه مستهدف من قبل ميليشيا شيعية تدعمها إيران، كما دعا الحكومة العراقية إلى استبعاد الجماعات شبه العسكرية الشيعية من الحملة العسكرية ضد تنظيم”داعش”، لتستدعيه المملكة وتعيّنه في منصبه الوزاري الحالي.
فضلا عن المشهد الدائم، وهو “تويتر” الذي يستخدمه السبهان كمنصة للحرب على إيران وحلفائها، ومن أشهر تغريداته تلك التي دخل في خلاف خلالها مع زعيم حزب الله حسن نصر الله، فوصفه نصر الله في إحدى خطاباته بـ”الزعطوط”، وهو مصطلح عربي مهين يعني “الطفل الذي لا يعرف ماذا يقول”، ليرد عليه السبهان ببيت شعر شهير خلال تغريدة قال فيها: “وإذا أتتك مذَمّتي من ناقصٍ، فهي الشهادة لي بأنّي كامل”.