تركيا الان – الغد
حين يتعلق الأمر بالبحث عن وظيفة وحتى السعي لوضع أفضل في ظل الأزمات الاقتصادية التي يواجهها العالم اليوم مع الانفتاح الرقمي، أصبح الجميع وكأنهم تحت المجهر.
المديرون لا يكتفون بالسيرة الذاتية التي تحمل الخبرات لتوظيف أحدهم، بل يبحثون ويدرسون شخصيته من خلال تواجده على منصات التواصل الاجتماعي باختلاف أنواعها.
اليوم نحن في عصر تمثل فيه هذه المنصات مساحة كبيرة من البيانات التي تحدد طبيعة تفكير وسلوك الفرد وتجعله مكشوفا. والباحثون عن كفاءات وخبرات ومهارات بشخص ما قد يتغاضون عنها، لأن ما يتداوله عبر هذه المنصات تجعله غير مناسب من آراء ومحتوى رقمي وصور، فالذي يراه هو تسلية يكون لأرباب العمل غير مسل وفارغ، ويؤثر عليه.
ومن هنا كيف نحمي أنفسنا من تأثير هذه المنصات السلبي من الحصول على فرص عمل محتملة أفضل. “فوربس” ومن خلال خبرائها في مجال الموارد البشرية، وأصحاب الرؤى القيادية، أعربوا عن بعض الأمور التي تساعد المرشح المحتمل لوظيفة أفضل أو الباحث عنها أن يكون مقبولا ومحصنا، وفي الوقت نفسه الحفاظ على الحياة الخاصة.
– احتذِ بسياسة الاتحاد الأوروبي؛ فمن خلال تحديثات قانون وافق عليه برلمان الاتحاد الأوروبي في نيسان (ابريل) 2016 تم تعديل فيه اللائحة العامة له المتعلقة في حماية البيانات التي صمتت قوانينها لمواءمة قوانين الخصوصية في البيانات في أوروبا، وتمكين مواطني الاتحاد وحماية خصوصيتهم، وخاصة أثرها على الأعمال التجارية.
ومن هنا ينصح خبراء “فوربس” بأن يستخدم الأفراد بياناتهم في ملفات تعريفية وأن يحددوا من يشاهدها، فضلا عن متابعة إمكانية حذفها، فهي تتوفر للأبد إن لم تكن على اطلاع على كل التفاصيل.
– أبق حياتك الخاصة في نطاق محدود: وسائل التواصل الاجتماعي صنعت لتبقى، وعليه فإن على الباحثين عن عمل أفضل أن يبقوا حياتهم الشخصية بمنأى عن جميع هذه المنصات.
ويمكن أن تضمن طرق عدة أن لا يصل لها صاحب العمل المحتمل ويحدد حساباتك الشخصية بدءا من استخدام اسم مختلف، وتحديد من يتواصل معك وحظر البريد الالكتروني من الوصول اليه، وتعطيل خاصية البحث عنك في محرك الانترنت.
وتذكر اليوم أن حساباتك على منصات التواصل الاجتماعي أهم من سيرتك الذاتية، بحسب وكالة “تانا سيشن” التدريبية التي تهدف لتحفيز العاملين على التركيز على أهدافهم.
– زراعة شخصية إيجابية رقمية، افهم وجودك المستمر على الانترنت، ابحث عن نفسك، وتأكد من أن أي منشور مرتبط باسمك مناسب، واستفد هنا من إعدادات الخصوصية للموافقة على المحتوى قبل النشر.
منصات التواصل الاجتماعي تعزز سيرتك الذاتية وتوفر مصالح وفرصا كبيرة إن عرفت كيف تستخدمها. وستغدو وسيلة مفيدة حين يتم استخدامك بسببها، فأنت سفير نفسك عبرها ويجب أن تمنح شعورا بالثقافة والثقة للآخرين.
– لا تنشر شيئا لا تريد لمديرك أن يراه، فهذه المنصات متاحة في كل مكان، والباحثون عن العمل يجب أن يتوقعوا أن أرباب العمل المحتملون يتمحصون في كل طلب مقدم لوظيفة ما، فهنالك 70 % من أرباب العمل يستخدمون هذه المنصات، بحسب إحصائية نشرتها “Career Builder survey”، ويستخدمونها للبحث عن مرشحين مؤهلين.
لذا تأكد من إعداد الخصوصية لديك والأهم من كل هذا لا تنشر أي محتوى يكون مثيرا للجدل أو يؤثر سلبا عليك وعلى الانطباع الذي يمكن تلقيه.
– اهتم بصورك، وكن شخصا حقيقيا، حين يتعلق الأمر بالصورة التي تشاركها عبر هذه المنصات كن حذرا بمحتواها وطبيعتها، فأرباب العمل يهتمون بالصورة التي تعكسها، فضلا عن أنهم يهتمون بتوظيف شخص يبدو حقيقيا، قادرا على التعبير.
ولا يريدون آلة للعمل، بل شخص يملك ذكاء عاطفيا وقدرة على العيش كإنسان طبيعي ويملك حياة اجتماعية، فهذا من شأنه أن يظهر قدراتك وطبيعة تفكيرك وحتى انطباعاتك عن العالم وكيف تتفاعل معه.